عندما تقتات حكومة على هيبة الحكم

تم نشره الخميس 21st تمّوز / يوليو 2011 09:12 مساءً
عندما تقتات حكومة على هيبة الحكم
راكان المجالي


                                                      

 
 
مع بداية الثورة المصرية وبذريعة الحفاظ على هيبة النظام  رفض النظام المصري تقديم بعض التنازلات البسيطة التي كان من شأنها في حينه نزع فتيل الثورة و لجأ النظام للعنف و تأزيم الأمور ولجأ الى ((البلطجية)) لترهيب شباب ساحة التحرير خاصة بعد ما سمي ((موقعة الجمل)) . و قد أدّى تعنت النظام المصري يومها و تذرعه بالحفاظ على هيبة الحكم الى رفض الثوار لكل التنازلات التي قدمها النظام لاحقا  لا وبل و فوق  ذلك فقد  مرمغ الثوار هيبة النظام بالتراب قبل ان يسقطوه .
 نضع يدنا على قلبنا بعدما تابعنا  التأزيم  المتعمد الذي سبق أحداث الجمعة 15 تموز في الأردن و ما سبق ذلك من تخبط حكومي و ارتباك و لا مبالاة انعكست في التعديل الوزاري و ممارسات الحكومة الاستفزازية ، و فشلها في الاجابة على ملفات الفساد التي تم فتحها ومنها مسألة الكازينو و قضية خالد شاهين . ومن المؤسف ان الضعف الحكومي و سوء الاداء والتوتر والتأزيم يجعل هذه الحكومة تقتات على رصيد وهيبة الحكم . ورغم ذلك فان هناك من يقول انه ومع الاقرار بانه لا يوجد اي امر ايجابي يشفع لهذه الحكومة الا انهم يرون بان الاستجابة للمطالب الشعبية والنيابية بتغير وزاري ستكون له تداعيات سلبية حيث سيطالب الناس بتغير الرئيس المقبل بعد شهر من تشكيله للحكومة المقبلة الامر الذي سيؤدي بالضرورة  الى اهتزاز هيبة الحكومة . وقد اثار دهشتي واستغرابي وجود من ما زال يتحدث عن هيبة الحكومة  ، فـأين هي هيبة الحكومة عندما يخرج رئيس وزرائها  ((رئيس الحكومة الحالي)) ويحلف باغلظ الايمان بانه لم يكن له يد بالتزوير الفاضح للانتخابات النيابية التي اشرفت عليها حكومته السابقة  . واين هي هيبة الحكومة ورئيس وزرائها لم يكن على دراية تامة بتبعيات عملية تهريب السجين خالد شاهين المتهم بواحدة من اكبر قضايا الرأي العام والتي تشغل بال كافة اطياف الشارع الاردني  . واين هي هيبة الحكومة ورئيس وزرائها يعترف امام مجلس النواب بانه لم يقرأ تفصيلات واحدة  من اهم الاتفاقيات التي  من الوارد ان تنعكس آثارها الكارثية على موازنة الدولة كما ان مثل هكذا اتفاقية لها ما لها من  آثار اجتماعية خطيره والكلام هنا بكل تأكيد عن اتفاقية الكازينو . واذا كان الشيء بالشيء يذكر فان ما سلف يذكرنا بدور الممثل المصري يونس شلبي في المسرحية الكوميدية الساخرة مدرسة المشاغبين عندما تقمص يونس شبلي دور ذلك الطالب الطيب الى حد السذاجة والذي لا يدرك ما يدور حوله من احداث في الصف الدراسي على الرغم من وجوده الجسدي في ذلك الصف المدرسي  ، الا ان المفارقة تكمن بان ذلك الطالب الساذج وعلى الرغم من انه لم يكن له لا من قريب او بعيد  يد بتدبير الشغب بالصف الا انه كان يملك الشجاعة الكافية للاعتراف بمسؤوليته التضامنيه والادبية مع زملائه المشاغبين عن كل ما يحدث في ذلك الصف الدراسي . هذا على الصعيد الكوميدي اما على الصعيد التراجيدي فلا تكاد تمر علينا  سنة الا  و تطالعنا وسائل الاعلام بقيام وزير ما في دولة ما بالانتحار لمجرد التشكيك بنزاهته او بقدراته الادارية . اما في حالتنا نحن فان قيام حوالي نصف اعضاء مجلس النواب بتوجيه اتهام لرئيس الوزراء لم يكن كفيل بقيام رئيس الوزراء بالاستقالة او على اقل تقدير بتقديم  الاعتذار للشعب على اعتبار ان الاستقالة او مجرد الاعتذار يمس بهيبة الحكومة .
وهنا لا بد من التأكيد على انه لا يمكن  الحديث عن هيبة الحكومة في ظل حالة العجز التي تعيشها الحكومة ، فهذه الحكومة وعلى ما يبدو لا تمتلك القدرة على مجرد تنفيذ القرارات القضائية المتعلقة بقضية البورصة . وبالمقابل فقد اقامت هذه الحكومة الدنيا ولم تقعدها وهي تتحدث عن معجزة هيكلة الرواتب وعندما بدأت الحكومة بمحاولة ترجمة الكلام الجميل عن هيكلة الرواتب  اصطدمت بعقدة العجز عن التنفيذ ، كما ابتدعت الحكومة لجنة للحوار الاقتصادي  الا ان المواطن  لم يلمس  أثر لمخرجاتها ، ناهيك عن  الانجاز الكبير المتمثل  بالاستراتجية الاعلامية فحدث ولا حرج . اما الاصلاحات السياسية فقد اكد رئيس الحكومة في اول تصريحاته الصحفية بانه  سينجز الاصلاحات السياسية خلال مئة يوم من تشكيل الحكومة  الا ان شيئا من ذلك لم يحدث ليومنا هذا .  وبهذا الصدد كلنا يعرف بان الرئيس فشل بتشيكل لجنة حوار وطني تمثل كافة الاطياف والجميع يعرف بان  لجنة الحوار التي شكلتها الحكومة كانت على وشك الانهيار لولا التدخل الشخصي والمباشر من جلالة الملك وهنا يكمن بيت القصيد وهنا لا بد من التحذير من استمرار الحكومة باخفاء عجزها بالاختباء خلف عباءة الملك . فالملك للجميع ولا يجوز اقحامه في كل كبيرة وصغيرة حفاظا على رصيده  في وجدان الناس . فلا يعقل ان ينشغل جلالة الملك مرارا وتـكـرارا    بمحاولة ايجاد مخارج لكل مأزق  يضعنا به البعض وكأني بالـملك يـردد   المثل الانجليزي المـشهورwith such friends who needs enemies    او بمعنى آخر اذا كانت هذه افعال الاصدقاء فماذا تبقى للاعداء ليفعلوا !!!!!!   



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات