هجرة البنات الى عمان

تم نشره الجمعة 22nd تمّوز / يوليو 2011 01:24 صباحاً
هجرة البنات الى عمان
ماهر أبو طير

تغيرت الدنيا،والبنت التي كان اهلها يقبلون ان تذهب الى جامعة في المحافظات،فتسكن وتعيش مع زميلاتها،وتعود كل اسبوع او شهر الى عمان،او اي محافظة اخرى،باتوا يقبلون لها ان تهجر مدينتها،وتأتي الى عمان من اجل وظيفة.

هذه ظاهرة جديدة،وبنات كثيرات يبحثن عن عمل،ويسكن اساساً في مدن الشمال والجنوب،ولايجدن اي وظيفة في تلك المناطق،بتن يبحثن عن وظائف في عمان،ويجدن في حالات كثيرة.

تسأل الواحدة منهن كيف ستترك محافظتها،واهلها لتعمل في عمان،فترد بالقول انها سوف تسكن في سكن جامعي،مع فتيات اخريات،وتجد اعدادا كبيرة منهن يسكن بالفعل في شقق مفروشة جامعية،ومعهن طالبات جامعيات.

القصة تقول لك ان التغييرات الاجتماعية في البلد باتت قوية جداً،الى الدرجة الى بتنا فيها جميعاً نغير من معاييرنا،فالاهل عموما يفضلون للبنت ان تدرس في ذات المدينة،وتعمل في ذات المدينة.

بدأ التغيير بارسال البنات للدراسة في جامعات في محافظات اخرى بعيدة عن منطقة السكن،وكن يسكن في سكن جامعي في ذات الجامعة،والبنت من عمان تذهب للدراسة من عمان الى اربد والكرك في جامعتي اليرموك ومؤتة.

جاءت المرحلة الثانية،اي اخراج السكن الجامعي،من داخل الحرم الجامعي،بحيث باتت الطالبات يستأجرن شققا مفروشة،او عادية كمجموعات مع بعضهن خارج الحرم الجامعي.

التغيير الثالث هو المفاجئ،فالاهل لدينا بات بعضهم لايمانع إرسال ابنته للعمل في محافظة اخرى،فتذهب الصبية التي تعيش في مدينة ما،الى عمان،وتجد عملا،وتسكن في سكن جامعي،وتعود كل اسبوع الى اهلها.

ارهاق البنت بهذه الحياة امر مؤسف جداً،فالبنت على وعيها وتعليمها،باتت متعبة ومرهقة جداً،فتنظر الى وجهها فلا تجد مسحة الهدوء والجمال،وتجد مكانها لعنة الطموحات والتطلعات والرغبات،فيتبدى الارهاق الشديد على وجهها.

سبب هذه التغيرات هو اهمال المحافظات،فلا فرص عمل فيها للشباب،ذكوراً او اناثاً،وهي محافظات مهملة ومغلقة،وكل المال يتم صبه على العاصمة عمان،التي تفيض بمن فيها،وباتت مثل عجوز مترهلة،بحاجة الى من يعينها على المشي.

من حق البنت الحصول على فرصة عمل،كما التعليم،غير انك تتأثر حين تضطر البنت لترك اهلها،فتغترب وتهاجر الى مدينة اخرى،من اجل مئتي دينار شهرياً،وتسكن في سكن جامعي،وهكذا انتجنا تغيراً خطيراً في حياتنا.

سياسات القبول في الجامعات جزء من المشكلة،فالتخصصات مفتوحة على مصراعيها،والمهم شهادة جامعية،ولاتخطيط للمستقبل،ولاارشاد للفرص،ولا لواقع سوق الوظائف.

محزنة قصة البنت في حياتنا،فهي كائن رقيق وحساس،لايخلو من عناد واصرار،لكنها تعاني بشدة من بحثها عن موقع تحت الشمس،فتصير حياتها كلها في سباق مع الزمن،حتى وصلنا مرحلة حملها اغراضها بعد التخرج والهجرة الى عمان من اجل وظيفة.(الدستور)

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات