كيف تمكن الاحتلال من اغتيال 3 مقاومين في قلب نابلس؟

تم نشره الأربعاء 09 شباط / فبراير 2022 02:50 مساءً
كيف تمكن الاحتلال من اغتيال 3 مقاومين في قلب نابلس؟
الاغتيال تم بالقرب من مقر جهاز الاستخبارات التابع للسلطة في نابلس

المدينة نيوز :- طرحت عملية اغتيال جيش الاحتلال الإسرائيلي لثلاثة مقاومين فلسطينيين في قلب مدينة بنابلس بالضفة الغربية المحتلة، ظهر أمس، العديد من التساؤلات الكبيرة، حول سر تنفيذ هذه الجريمة بهذا الأسلوب.

وتمكنت قوة خاصة من وحدة "يمام" الإسرائيلية من دخول نابلس بزيها العسكري متخفية في سيارة أجرة تحمل لوحة فلسطينية وسيارة أخرى مدنية، من فتح النار بكثافة كبيرة على سيارة فلسطينية واغتيال 3 شبان هم؛ الشهيد أدهم مبروك (الشيشاني)، الشهيد محمد الدخيل والشهيد أشرف المبسلط.

"دماء نازفة"

ووسط غضب فلسطيني عارم، شيعت جماهير فلسطينية غفيرة مساء أمس الشهداء الثلاثة، وسط هتافات تطالب المقاومة الفلسطينية بالانتقام لدماء الشهداء، علما بأن هذه العملية الإسرائيلية تأتي بعد فترة زمنية قصيرة على لقاءات ظهرت أنها حميمة جرت بين رئيس السلطة محمود عباس مع وزير حرب الاحتلال بيني غانتس، وبعده لقاء وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ مع وزير خارجية الاحتلال مائير لابيد.

وكان من الغريب ما وثقته كاميرا هاتف العديد من النشطاء، حيث لوحظ قيام جيش الاحتلال بارتكاب جريمته دون أي تردد أو قلق، والخروج من المدينة بذات السيارات دون أن يعترضهم أي عنصر من عناصر الأجهزة الأمنية الفلسطينية المنتشرة في المدينة.

وعن خطورة ودلالات العملية الإسرائيلية في قلب الضفة في ظل تصاعد التنسيق واللقاءات ما بين قيادات السلطة وجنرالات الاحتلال، أوضح الباحث المختص في الشأن الإسرائيلي، عماد أبو عواد، أن "حكومات المركز واليسار الإسرائيلي أكثر خطورة على المجتمع الفلسطيني، لأنها تحاول ليل نهار أن تثبت أنها يمين، وبالتالي تصرفاتها تكون أسوأ بكثير من تصرفات اليمن".

وأضاف في حديثه : "اليمين الإسرائيلي عندما يكون في الحكم، هو غير مضطر لأن يثبت أنه يمين، ولكن نفتالي بينيت (رئيس الحكومة) وبيني غانتس (وزير الحرب) مضطرين لأن يثبتوا أنهم يمين، لأن معهم يسار و"ميرتس" و"العمل"، بالتالي هذه الحكومات هي الأكثر خطورة".

ورأى أبو عواد، أن "الخطير جدا، أن هذه الحكومات الإسرائيلية تنفذ جرائمها في ظل لقاءات مع السلطة والضغط على السلطة أيضا، من أجل منع مظاهر المقاومة وغيرها، وفي المقابل الاحتلال ينفذ جريمته بكل أريحية".

ونبه إلى أن "الاحتلال تمكن من تحويل الحالة العامة إلى مشهد أصبحت فيه السلطة الفلسطينية جزء من الأداة الأمنية للاحتلال بشكل جلي"، مشيرا إلى أن "جريمة اغتيال الشبان الثلاثة تأتي في سياقين، الأول؛ أن هذه الحكومة تريد أن تثبت أنها يمينية، والثاني؛ في ظل لقاءات مع السلطة وكما يقولون بالعامية "ضحك على اللحى"، بحيث يتم تنفيذ هذه الجرائم في ظل ابتسامة مشتركة ما بين غانتس وعباس مع دم فلسطيني نازف على الأرض".

"ثمرة مرة"

من جانبه، ذكر المختص في الشأن الفلسطيني والإسرائيلي مأمون أبو عامر، أن "الاحتلال في واقع الأمر، كان في ظروف معينة يتجنب القيام بمثل هذه العمليات خوفا من ردات الفعل الشعبي".

وأضاف في حديثه : "الغريب، أن جيش الاحتلال دخل مرحلة متقدمة في العدوان، وكأنه وصل لمرحلة من الثقة، بات معها يضمن عدم حدوث ردات الفعل بدون أن تكون له السيطرة على الأرض".

ولفت أبو عامر إلى "وجود تساؤلات عدة حول دور قوات الأمن الفلسطينية التابعة للسلطة، في ظل العلاقات الأمنية المفتوحة بين الطرفين، فهل هذه الجريمة التي ارتكبت في وضح النهار، هي نتاج توافق بين الطرفين، خاصة وأن جيش الاحتلال اخترق المنطقة بدون أن يمنعه أحد ولا سيما أن قواته دخلت بزي عسكري ولم تكن متخفية بزي مدني وخرجت بنفس الطريقة في سيارات تحمل لوحات فلسطينية؟".

وتساءل: "لماذا يصعب على المقاومين في مناطق الضفة الغربية المحتلة الوصول لقوات الاحتلال بسبب الحواجز الفلسطينية؟ وكيف يمكن لقوات الاحتلال أن تدخل وتخرج هكذا؟ وما معنى اللقاءات التي جرت بين قيادة السلطة ووزراء جيش الاحتلال؟ وهل لقاء عباس مع غانتس والشيخ مع لابيد، كان من أجل تعزيز التنسيق الأمني وليست لقاءات سياسية؟".

وتابع المختص: "هل هذه العملية الخاصة الإسرائيلية في قلب كبرى مدن الضفة، هي ثمرة مرة لهذه اللقاءات؟"، مؤكدا أن "الاحتلال لمس عبر هذه اللقاءات، ضعفا وتهافتا فلسطينيا من قبل قيادات السلطة من أجل البقاء في الحكم، وبالتالي وجد هامشا لتوسيع عدوانه وتنفيذ عمليات بهذا الشكل، لأن هناك من هو مستعد لدفع الفاتورة من أجل الحفاظ على بقائه في السلطة المتهالكة".

ومن بين التساؤلات المهمة والحرجة التي طرحها أبو عامر، "أين قوات الأمن الفلسطينية المتواجدة في سجن "جنيد" الفلسطيني على مقربة من مكان ارتكاب الاحتلال لجريمته البشعة؟".

وفي اتصال مع أحد نشطاء نابلس، أوضح أن "مكان ارتكاب الاحتلال لاغتيال أبطال نابلس، يقع على مقربة من مقر جهاز الاستخبارات التابع للسلطة، كما أن القوات الأمنية المتمركزة في سجن "جنيد" تحتاج فقط لدقيقة إلى دقيقة ونصف لتصل مكان الجريمة الإسرائيلية".

عربي21



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات