الدروز الفلسطينيون يطالبون روسيا بضمان أمن ورفاهية بني معروف داخل جبل العرب في سوريا

المدينة نيوز  :- عاد إلى البلاد الخميس وفد من الفلسطينيين الدروز من أراضي الـ48 من موسكو بعد زيارة دامت عدة أيام في ختام جلسة خاصّة مع مسؤولين روس للتباحث معهم حول السوريين الدروز في جبل العرب والتهديدات التي يتعرضون لها من جهة تنظيم الدولة الاسلامية “داعش” وتنظيمات متطرفة أخرى.

والتقى الشيخ موفق طريف “الرئيس الروحي للطّائفة الدّرزيّة” بمبعوث خاص للرّئيس الرّوسي إلى الشرق الأوسط وأفريقيا ونائب وزير الخارجيّة الروسية ميخائيل بوغدانوف، والمبعوث الخاصّ للرئيس الروسي لشؤون التسوية السورية ألكسندر لافرينتييف.

وحسب بيان صادر عن مكتب الشيخ طريف عرض الأخير خلال الجلسة الّتي عُقدت بتنسيقٍ طارئ، تسلسل الأحداث الأخيرة في جبل العرب والسّويداء، وتباحثا في الأزمة الاقتصاديّة والأمنيّة هناك، وما تبعها من اضطراباتٍ وخروج الجماهير إلى الشّوارع”.

ووفق البيان، أكد الشيخ طريف خلال الجلسة أنّ “الطائفة الدرزيّة في سوريا هي جزءٌ أساسي ومركزي من الدولة السورية والشعب السوري” مذكرا بما قدمته من تضحيات من أجل استقلال سوريا على مدار عشرات السنين منذ الثورة السورية الكبرى عام 1925 وحتّى اليوم”.

كما أكد الشيخ موفق طريف على “أهميّة المحافظة على كرامة الجبل وسكانه، وضمان الحقوق الأساسيّة والإنسانيّة لكافّة الفئات ومنع ممارسة الملاحقات ومعالجة قضايا المطلوبين وفق القانون وبشكل متساو عادل”. وتابع “هناك ضرورة إيجاد آلية لتقديم المساعدات لأبناء الطّائفة في الجبل”.

وطالب طريف خلال الاجتماع بضرورة إيجاد آليّة لتقديم المساعدات لأبناء الطائفة في الجبل، وذلك تيسيرا لمواجهة الأزمة الاقتصاديّة الحاليّة، إلى جانب مناشدته بضرورة المبادرة إلى إنشاء مشاريع اجتماعيّة واقتصاديّة لتنمية الاقتصاد المجتمعي في جبل العرب مشيدًا بدور الجيش الروسي في توزيع معونات إنسانية على السكان”.

وطبقا للبيان عُرِض ونوقش اقتراح هام لفتح معبر آمن مع الأردن بتنسيق بين المملكة الأردنية والجمهورية السورية، وذلك من أجل إنعاش جبل العرب اقتصاديًّا وتوفير فرص المعيشة اللّائقة.

كما وأكد طريف خلال اللّقاء على ضرورة ترسيخ مكانة وموقع الدروز في الدستور السوري وذلك من خلال التسوية الجارية حاليًّا في سوريا تحت رعاية دولية.

وحسب بيان طريف فقد أعرب نائب الوزير بوغدانوف والمنسق الخاص لافرنتييف عن تفهّمهما للمواقف والمطالب المطروحة من قِبَل الشيخ طريف وما نُقل إليهما من قلق شديد إزاء وضع أبناء الطّائفة في الجبل، واعدين بدراسة المواضيع المطروحة مع وزارة الدفاع الروسية ومختلف القوى العاملة في سوريا، من أجل ضمان عودة الأمان إلى شوارع السّويداء وإيجاد السّبل الملائمة لإيصال المعونات الإنسانيّة المطلوبة.

أمّا فيما يخص المواضيع المتعلقة بالنظام السوري، فقد صرح الاثنان أنهما سيتابعانها مع دمشق عبر القنوات المباشرة بين الطّرفين، وذلك حتى يتم تحقيق المطالب على أرض الواقع، وفقا لبيان طريف. كما أوضح المبعوث الخاص لافرنتييف للشيخ الطريف أنه التقى قبل أسابيع عدة مع رئيس النظام السوري بشار الأسد وتناقشا حول مواضيع عدة كان من بينها الأوضاع الراهنة في الجنوب السوري، مؤكدا على “نيته بدراسة المواضيع المتعلّقة بالطائفة الدرزيّة مع الرئاسة الروسيّة ونقل مطالب فضيلته إليها”.

وشارك في الاجتماع المذكور في موسكو في ظل الأزمة الأكرانية وتركز أنظار روسيا فيها كلٌّ من الوزير السّابق صالح طريف “حزب العمل الإسرائيلي” والقنصل الروسي العام الفخري أمين صفيه من بلدة كفرياسيف في الجليل.

وكان المبعوث الخاص لافرنتييف قد انتُدب من قبل الرئيس الروسي فلادمير بوتين، من أجل متابعة التسوية في سوريا وتنسيقها مع كافّة الأطراف هناك. في نهاية الاجتماع، تمّ الاتّفاق على القيام بخطوات عملية وقريبة زمنيًّا، من أجل حل القضايا المطروحة ومتابعتها من قبل الدولة الروسية والشيخ موفق وفقا للبيان الصادر عن الأخير دون الإشارة لأي تفاصيل عملية.

يذكر أن الفلسطينيين الدروز يشكلون نحو 10% من فلسطينيي الداخل يقيمون في الجليل والكرمل والشيخ أمين طريف الزعيم الروحي للطائفة وهو يتماثل مع المواقف الإسرائيلية الرسمية في مختلف القضايا الجوهرية بما فيها الخدمة العسكرية المفروضة على الشباب الدروز ولذلك هناك أوساط داخل الطائفة تناهضه وترفض مواقفه أبرزها لجنة المبادرة الدرزية الناشطة ضد التجنيد وتعتبره مؤامرة إسرائيلية تحاول تحويل الدروز لمرتزقة ودق الأسافين بينهم وبين بقية أبناء شعبهم الفلسطيني وأمتهم العربية من خلال زجهم بالمؤسسة الأمنية الإسرائيلية رغم أنها لا تحتاج أمنيا وعسكريا لخدمتهم.

في التزامن تكشف دراسات إسرائيلية أن نسبة المجندين الفلسطينيين الدروز في تراجع مستمر في السنوات الأخيرة نتيجة ارتفاع وانتشار الوعي الوطني وبسبب جدران العنصرية الإسرائيلية التي حولت الدروز أيضا لمواطنين من الدرجة الثانية خاصة بعد سنها قانون القومية عام 2018 والذي حول إسرائيل لدولة اليهود مما أثار حالة غضب لدى فلسطينيي الداخل واعتبروا ذلك تجليا جديدا للعنصرية. على خلفية ذلك حذرت بعض الأوساط الإسرائيلية البحثية من مخاطر “فقدان الدروز” وعودتهم لحضن الأم الطبيعية كما جاء في مؤتمر هرتزليا للمناعة القومية أكثر من مرة في السنوات الأخيرة.

المصدر : القدس العربي