للمملكة العربية السعودية .. الشكر موصول ..

في البعد الاجتماعي والشعبي ايضا فان الشكر موصول للقيادة السعودية ممثله بالملك خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبد العزيز وحكومته والشعب السعودي الشقيق الذي ظل سندا وظهرا لحكومته في سنتها الحسنة بمساعدة الاشقاء من عرب ومسلمين .
لست بصدد تقييم مراحل العلاقة الاردنية_السعودية ولكنها مراحل ظلت دائما تضع في الاعتبار المصالح العليا للامة وضرورة تاكيد دعم الاردن وصموده وتمكينه من اداء دوره الوطني وواجباته القومية من قبل وخلال فترات الصراع التي ظل يؤججها الاحتلال الاسرائيلي ومنذ نشوء هذا الصراع في بعده العدواني الاحتلالي ظلت المملكة العربية السعودية وعبر مؤسسات القمم العربية وحتى عبر العلاقات الثنائية تقدم الدعم وحتى مع ما حدث من تحولات في المنطقة والاقليم لم تتخل المملكة العربية السعودية الشقيقة عن دورها في دعم الاردن واسناده وتغطية جوانب من حاجاته وخاصة في مجال الطاقة وكلفتها المتزايدة ..
نعم هناك ارقام كبيرة قدمت عبر العقود الماضية وما زالت اليد السعودية ممتدة بالمساعدة التي اخرها المساعدات المجدية التي تلقاها الاردن قبل ايام والتي شكر الملك عبدالله الثاني باسمه وباسم كل الاردنيين المملكة الشقيقة وقائدها على ما قدما .. واذا كان في هذه المساعدات تفريج كربات وسد حاجات يلمسها الاشقاء ويعلمون ان الاستقرار ناتج عن مثل هذا الاسلوب فان من شان ذلك ان يقوي ليس فقط العلاقات الثنائية بل يدعم دور الاردن في الاقليم ومع مختلف الاشقاء لتعزيز استقرار الاقليم والمنطقة بتجنيب هذه المنطقة المزيد من التوتر والاشتعال والاضطرابات ..
لقد تنبهت قيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة لاهمية التكتلات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في المنطقة وهو الاسلوب الذي اخذت به دول العالم المتقدمة في الغرب والشرق لتكون من ثماره الازدهار والمنعة والامن وبناء التنمية كما في الاتحاد الاوروبي وكثير من الكتل والمجموعات المتعاونة عبر العالم وايضا كثير من الاستثمارات والاموال التي تقدمها دول اوروبية عديدة لتمنع العنف والارهاب والهجرة والتصحر والمجاعة والتمييز والحفاظ على حقوق الانسان ..
في سياق الوعي على الواقع القائم وعلى تطوراته العربية وما شهدته المنطقة العربية من موجات احتجاج وتغيير جاءت المبادرة الخليجية التي قادتها المملكة العربية السعودية لدعوة الاردن ليكون جزءا من منظومة مجلس التعاون الخليجي وهذه الخطوة هي استشعار سعودي باهمية موقع الاردن ودوره ونظافة سجله وقدرته على العطاء والمشاركة بما يطرح المزيد من الاضافات نعم الاردن بحاجة الى المساعدة وهو لا يقل في دوره واقليمه والمخاطر التي تواجهه عن دول في المجلس نفسه مثل البحرين وعمان حيث كانت لمبادرات مجلس التعاون الخليجي وفي مقدمته المملكة العربية السعودية الدور المميز فيما قدم من مال واسناد سياسي وحتى امني وعسكري كما راينا في البحرين . حيث كان للمبادرة السعودية الدور الابرز في حماية البحرين والدفاع عن مكاسبها وبقائها في الاطار الخليجي والعربي وصد أي اطماع تتهددها ..
ان نهج المساعدة الذي تسلكه دول المجموعة الخليجية هو نهج صائب واعتقد ان العناية فيه بدأت الان تتوجه الى الاردن الذي سيكون له في هذا المساعدات سلة هامة بدأت مواردها تتزايد وخطواتها تتواصل لسد عجز الموازنة وتغطية خدمة الدين وانفاذ كثير من المشاريع المتوقفة او التي لا تجد تغطية وخاصة المشاريع الرأسمالية التي تولد فرص عمل للباحثين عن عمل والذين ارتفعت اعدادهم ونسبتهم في الاقتصاد الوطني ..
ان تاهيل الاردن للانخراط في مجلس التعاون الخليجي مسالة هامة وهي تتطلب ايضا السرعة والجدية من جانب كل الاطراف وعلينا ان نبدا ايضا بانفسنا لنقصر الزمن الذي يجعلنا اكثر قربا من الاهداف المرجوة من دخولنا للمجموعة وهنا لا بد من فتح حوارات جادة وعملية مع كل مكونات المجتمع الأردني ودوائر القرار والتشريع فيه ليكون الانتقال سلساوعميقا وقابلا للاستمرار.(الراي)