الصراع الامريكي - الاسرائيلي على الاسلام

المدينة نيوز - لا يفتح الانهيار المتواصل لدولة الفساد والاستبداد القطرية العربية الباب امام دولة مدنية ديمقراطية بل امام مناخات واحتقانات طائفية وجهوية.
فالدولة المدنية الحديثة هي دولة قومية بالضرورة ولا يمكن ان تتأسس على اي خطاب وبرنامج قطري, سواء كان تابعا او ضمن ما يسمى بمعسكر التحرر الوطني مما يجعل الخيار الوحيد المتاح للتحرر الحقيقي هو استعادة الخطاب القومي وفتح البيكار على الدوائر الاقليمية الكبرى عند رؤية تفاصيل الصراع من اجل الديمقراطية ومواجهة الاجندة الاجنبية.
وتتعزز اهمية هذا الخيار اذا اتفقنا على اننا امام موجة عاتية طويلة الامد تجتاح الوطن العربي كله هي موجة الاسلام السياسي, والتي تثير ايضا مواقف متباينة لدى الاطراف الدولية والاقليمية. فمن التعاطي مع هذه الموجة الى مواجهتها. ومن تفضيل الاخوان المسلمين الى تفضيل الجماعات السلفية الى الزوايا الصوفية ... الخ ومن تفضيل المركز التركي الى البحث عن مركز عربي, مصر او السعودية ..
وفيما يخص الموقفين الامريكي والصهيوني من هذه الموجة يلاحظ ما يلي:-
1- انقسام في الدائرة الامريكية بين تيار يدعو للتعاون مع الاسلام على خلفية تجربة التحالف ضد الشيوعية وتطويق قلب العالم آنذاك "الامبراطورية الروسية البرية" واستكمال ذلك بتطويق قلب العالم الجديد "الصين" باسلام برتقالي هذه المرة بدل الاسلام العسكري في افغانستان.
ويتركز التيار الامريكي المذكور في الحزب الديمقراطي "البيت الابيض + الخارجية" واقلية جمهورية ..
اما التيار الآخر, الذي يرفض التعاون مع الاسلاميين فتمثله اغلبية الحزب الجمهوري وتنطلق هذه الاغلبية من اعتبارات عديدة بينها المسيحية الصهيونية.
2- على صعيد العدو الصهيوني واليهودية العالمية فان الاغلبية الساحقة من هذه الدائرة لا تزال ضد أي شكل من اشكال التعاون مع الاسلاميين.
ومن مظاهر هذا التباين في الموقفين الامريكي و"الاسرائيلي" التباين من حكم مبارك واحداث ليبيا واليمن حيث لا تخفي الدوائر الامريكية دعمها للمعارضة "البرتقالية" ودور اوساط اسلامية "ليبرالية" فيها مقابل دعم تل ابيب لمبارك واوساط سيف الاسلام في ليبيا ونجل علي عبدالله في اليمن ... ومثل ذلك التباين حول الموقف من حماس مثلا في غزة وامتداداتها خارج القطاع.
3- وفي كل الاحوال وحتى لا تجد القوى الاخرى نفسها في الخندق الامريكي او الصهيوني فان عليها ان تدير مشاركتها بصورة دقيقة "وحدة وصراع" فلا تغادر الشارع وتحالفاته التكتيكية في كل مرة ولا تشارك بالمجان, هكذا وكيفما اتفق .(العرب اليوم)