بصدد (الجقم)

معنى "الجَقَم" في الكلام الدارج إمالة الفم الاختيارية او الاجبارية, ونقول جََقم فمه أي أماله, والرجل أجْقم والمرأة جَقْما, وفي المثل الشعبي نصف شخصاً بقولنا: "ثم اجقم وخاشوقة", في إشارة الى الوضيع الذي يبالغ في مطالبه, والثم هنا هو الفم أما الخاشوقة فهي الملعقة.
لكن هناك اشتقاق آخر يختلف قليلاً, فعندما نصف رجلاً بأنه "جِقِم" (بكسر الجيم والقاف) يكون معنى ذلك أنه عنيد يجادل في البديهيات ولا يستوعبها, وتجمع "جُقُم" (بضم الجيم والقاف) أو "جِقْمين", ومع ان الوصف ذكوري غالباً, لكن يحدث أن نصادف سيدة "جِقْمه".
ينبغي التفريق بين أن يكون الشخص عنيداً بسبب خصومة وعداء واعيين, وبين ان يكون "جِقْماً", كما لا يجوز ان نصف شخصاً يقوم بمسؤولياته الرسمية بأنه "جقم" فقط لأننا نراه يحيد عن الصواب, ذلك لأنه في كثير من الحالات يكون مدركاً لما يقوم به من تمويه يتخذ هيئة "الجقم".
"الجَقَم" في المفهوم الأردني أقرب الى معاني "التناحة" عند أشقائنا المصريين, مع فرق بسيط يكمن في ميل "الجِقِم" الى النقاش بينما يميل "التنح" الى الصمت.
أدركتنا مساحة المقال مع أن الموضوع يحتاج للمزيد, ويبقى من المهم أن أختم بالتذكير اني استعنت كالعادة في مثل هذه المقالات بـ "معلمة التراث الأردني" للعلامة العزيزي.(العرب اليوم)