“سيلفي غليك” يفضح زيارة قائد اقتحامات الأقصى لمؤسسة في بيت لحم.. والرفض الفلسطيني يتصاعد
المدينة نيوز :- لا يزال الشارع الفلسطيني يعيش في حالة صدمة، بسبب استقبال إحدى الجمعيات في بين لحم، للمتطرف الإسرائيلي يهودا غليك، أكبر المحرضين على اقتحامات المسجد الأقصى، فيما لم يقتنع المستوى الرسمي، والفصائل بالمبررات التي ساقتها الجمعية التي قامت بالاستضافة.
ووسط الهجمات العنصرية التي يتعرض لها المسجد الأقصى، وكذلك الهجوم الاستيطاني الخطير الذي يستهدف حي الشيخ جراح من قبل الجمعيات الاستيطانية، بمشاركة اليمينيين المتطرفين، كان المتطرف يهودا غليك يزور جمعية “بيت اللقاء” وهي جمعية مسيحية مقرها في بيت جالا، التابعة لمحافظة بيت لحم، وهي المدينة القريبة من القدس المحتلة جغرافيا.
وقد أثارت صورة غليك المعروف جيدا للفلسطينيين، بسبب قياداته لعمليات اقتحام المسجد الأقصى، وهو يلتقط صورة “سيلفي” مع مدير الجمعية، حفيظة الفلسطينيين.
ففي الصورة ظهر غليك مبتسما، وكأنه يؤكد قدرته رغم مواقفه العدوانية ضد الفلسطينيين، ودعواته لهدم المسجد الأقصى وإقامة “الهيكل” المزعوم، على الوصول إلى بعض الفلسطينيين والتطبيع معهم.
وقوبلت الزيارة بانتقادات حادة من كافة المستويات، سواء الرسمية أو الفصائلية، كما عبر مواطنون عن رفض الزيارة هذه في كتاباتهم على مواقع التواصل، وفي مجالسهم الخاصة، كونها ترافقت مع الهجمات ضد القدس، ومع الهجمات الدامية التي نفذها جيش الاحتلال.
وفور الكشف عن تلك الزيارة التي حاولت الجمعية الدفاع عن نفسها، من خلال إعلانها عدم معرفتها بأسماء الوفد الزائر، الذي يضم غليك، أعلن مصدر رسمي في محافظة بيت لحم، إغلاق الجمعية لمدة أسبوع، لحين استكمال التحقيق فيما جرى، واتخاذ الإجراءات اللازمة ، وفق "القدس العربي ".
وقد طلبت المحافظة من أجهزة الأمن اتخاذ الإجراءات اللازمة فورا.
وليل الأربعاء انتشرت قوات أمنية فلسطينية أمام المؤسسة، في إطار تنفيذ أمر الإغلاق، والبدء في التحقيق في هذه الحادثة.
كما أدانت اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين، استقبال رئيس جمعية بيت اللقاء في بيت جالا جوني شهوان، للمتطرف غليك زعيم منظمة “هاليبا” المتطرفة، وقالت اللجنة في بيان لها، إن الاستقبال جاء في الوقت الذي يواجه الشعب الفلسطيني انتهاكات الاحتلال ومستوطنيه لدور العبادة المسيحية والإسلامية في القدس، “ليخرج علينا البعض والذي لا يمثل الشعب الفلسطيني لاستقبال متطرفين صهاينة على أراضي دولة فلسطين، ضاربين في عرض الحائط كل القيم الوطنية”.
وأكدت اللجنة على أنها وبالتعاون مع كافة الأجهزة الأمنية والجهات القانونية في دولة فلسطين ستتخذ الإجراءات اللازمة تجاه المؤسسة، وقال إنها “لن تتوانى أو تستهين تجاه أمثال هذه التصرفات التي تمس بكرامة أبناء شعبنا الفلسطيني الذي يواجه التحتلال دفاعا عن أرضه ومقدساته الاسلامية والمسيحية”.
أما على المستوى الفصائلي، فقد نددت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، باستضافة مؤسسة “بيت اللقاء” المتطرف الصهيوني يهودا غليك، معتبرةً ذلك يعد “تجاوزاً للموقف الوطني، وتساوقاً مع مسار التطبيع المذل، واعتداءً سافراً على تضحيات شعبنا، وهو ما يتطلب المحاسبة الصارمة لكل من يسير في هذا الطريق”.
واعتبرت الجبهة الشعبية في بيان تلقت “القدس العربي” نسخة منه، أن من التقى مع من وصفته بـ”المتطرف والإرهابي الصهيوني غليك” في هذه الفترة الذي يمارس إلى جانب كل ما سبق من جرائم وإرهاب واعتداءات مع المستوطنين على الآمنين من أهل مدينة القدس المحتلة وبخاصة في حي الشيخ جراح “يضع نفسه في الطرف المعادي لشعبنا”.
ودعت القوى الوطنية والإسلامية وجماهير الشعب الفلسطيني إلى التصدي لهكذا لقاءات تطبيعية وفضح رموزها والقيام بحملة واسعة لمقاطعة ومحاسبة وفضح كل من يقوم عليها، وفضح المؤسسات التي تروج وتشارك في اللقاءات التطبيعية التي تشكل ضربةً وطعنةً لصمود شعبنا ومقاومته الباسلة ضد الاحتلال وجرائمه العنصرية.
من جهتها قالت حركة الجهاد الإسلامي، إن اللقاء الذي قامت بعقده مؤسسة “بيت اللقاء” وشارك فيه غليك يعد “جريمة وطنية وخيانة للقدس وأهلها ولعموم الشعب الفلسطيني”.
وأكدت في بيان تلقت “القدس العربي” نسخة منه، أن التطبيع مع “رأس الإرهاب الصهيوني غليك” الذي يدنس المسجد الأقصى ويتزعم حملات التطهير العرقي ضد سكان الشيخ جراح وغيرها من أحياء القدس، يعد “عمل لا يقوم به إلا من يضع نفسه في الصف المعادي لشعبه ومن يتخلى عن القيم الوطنية ليرضي الأعداء”، وأعلنت عن إدانة اللقاء بأشد العبارات، وطالبت بمحاسبة الذين نظموه وشاركوا به.
وكانت القوى الوطنية والمؤسسات المجتمعية في بيت جالا، عبرت عن سخطها وغضبها من الزيارة، ووصفت ما حصل بـ”السلوك الشاذ”، الذي يمس بالقيم الوطنية والإنسانية والمجتمعية، وطابت بالملاحقة والمسائلة الوطنية لكل من تورط في هذا اللقاء “المشين والتطبيعي”.
وكان أعضاء مجلس إدارة المؤسسة، أعلنوا في بيان أصدروه، أنهم علموا من وسائل التواصل الاجتماعي ما جرى يوم الثلاثاء، في المؤسسة، لافتين إلى أنهم صعقوا من الخبر كما صعق كل الشعب الفلسطيني. وقالوا في البيان “لذلك سارعنا كإدارة بالتحقيق بما جرى مع مدير ومؤسس بيت اللقاء القس جوني شهوان والطاقم الإداري”.
وأعلن مجلس الإدارة عن رفضهم واستنكارهم بأشدّ العبارات دخول غليك الذي وصفوه بـ”الشّخص الصّهيوني المجرم” إلى مؤسستهم، وبسبب الهجوم على مدير الجمعية، دعا أعضاء مجلس الإدارة إلى “وقف الأكاذيب والتحريف والتّشهير ضد القس جوني شهوان ومؤسسة بيت اللقاء”، وطالبت من الأجهزة الأمنية أن تلغي قرار إغلاق المؤسسة، لأن ذلك سيضر بعملها.
وزعمت المؤسسة أنها كانت تستضيف مجموعة من السواح الألمان، وكان من ضمن برنامج زيارتهم أن يتحدث القس جوني شهوان، رئيس مجلس إدارة المؤسسة، عن نشاطاتها، لافتة إلى أنه في نهاية كلمة القس جوني، دخل وبشكل مفاجئ، شخص مجهول الهوية، مشيرة إلى أنها تعرفت يوم الأربعاء أي بعد يوم من الزيارة، ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي، بأن هذا الشخص كان “يهودا غليك”.
وقالت “في نهاية اللقاء، طلب قائد المجموعة الألماني أن يتم أخذ صورة جماعية، وجاء هذا الشخص الغريب ووقف بجانب القس جوني وأخذ معه صورة سيلفي”، وأعلنت المؤسسة في بيان لها، التزامها كـ”مؤسسة مسيحية وطنية فلسطينية” بجميع معايير المجتمع المدني ومؤسساته المعارضة والمقاومة للتطبيع.
