إنهم لا يمثلونا

تم نشره الثلاثاء 02nd آب / أغسطس 2011 01:14 صباحاً
إنهم لا يمثلونا
ماهر ابو طير

لايقبل الاردنيون تحت اي تفسير ان تتدخل مجموعة منا وباسمنا في الشأن السوري الداخلي،فيصطف البعض مع دمشق الرسمية التي تذبح وتنحر ابرياء شعبها،طول شهور.

الذي يريد ان يصطف مع دمشق الرسمية في المذبحة الجارية على قدم وساق،فليصطف باسمه،لا ان ينضوي تحت اسم الاردن،وكأنه يمثل الشعب الاردني،وبحيث يسبب هؤلاء حقداً لدى الشعب السوري ضد الاردنيين باعتبارهم يصطفون مع نظام بشار الاسد ضدهم.

هذه هوايتنا التقليدية وهي هواية مكلفة جداً،لاننا مع حفظ الفروقات بين كل الحالات،يقفز من بيننا دائما من يسرق تمثيل البلد،ويسبب كلفة مرتفعة،وفي احتلال العراق للكويت،خرجت من بيننا نخبة مصفقة للاحتلال،فصارت معياراً لنا في دول الخليج حتى يومنا هذا،بل خرجت منا مجموعة قليلة ساندت قوات العراق في الكويت،فعاد الكويتيون واجلوا نصف مليون اردني على اثرها.

ذات القصة تتكرر في تجارب اخرى،ومنا مجموعة ساندت نظام البشير في السودان،وكانت تسافر دوما عبر الدعوات المجانية،لاننا نحب التقرب من الانظمة العربية على حساب مصالحنا وعلى حساب تلك الشعوب العربية،ولانسمع لهذه المجموعة صوتاً اليوم بعد انجاز نظام البشير لفصل جنوب السودان،في خطوة ثورية يندى لها الجبين.

عندنا ايضاً مجموعة مؤيدة لنظام القدافي وهي قدمت خدمات شبيهة،ولدينا مجموعة اخرى بدأت تتصل بالمجلس الانتقالي الجديد في ليبيا،ولدينا مجموعات محسوبة على حماس ومجموعات على فتح،ومجموعات على حزب الله،ومجموعات على دول خليجية،ولدينا مجموعات تسمسر للاسرائيليين،ولاي جهة تدفع،ولدينا مجموعات جاهزة للتأجير،وفقا للقضية والطلب.

الحمد لله الذي لايحمد على مكروه سواه،اذا لاتعرف ماهي هذه النوعيات التي وظيفتها السمسرة باسم الاردن واسم البلد،وشعبه،وتلبيس الجميع مواقف ذات كلفة مرتفعة جدا،ليس للجميع ادنى علاقة بها،فيما فاتورة هذه المواقف تتنزل على موائد الجميع لدفعها نيابة عن القلة التي استفادت وتاجرت باسم البلد وتمثيله في معارك ليس لنا فيها ناقة او جمل.

اذا كان نظام بشار الاسد يواجه مؤامرة دولية،وهو نظام المقاومة والممانعة الوحيد في شرق المتوسط كما يتم وصفه،فالاولى ان يحارب العدو،لا ان يتمرن الجيش السوري على المدن السورية وعلى اهلنا "الارهابيين"هناك،ومن يواجه مؤامرة لايغرق في بحر الدم،فيذبح شعبه مثل الخراف،وسط صمت عربي وقبول دولي يثبت عدم وجود مؤامرة اساساً.

من هو معجب ببشار الاسد،حر في نفسه،ومن يريد التسلل الى الغرف المعتمة للتنسيق مع دمشق الرسمية،فهو حر ايضاً،غير ان علينا ان نتعلم من دروس الماضي،فلا نتدخل في شؤون العرب،الا من باب الاصطفاف مع الشعوب العربية وحريتها وكرامتها،واي اصطفاف مع الانظمة ضد الشعوب،او مع دول ضد دول نتائجه ستكون كارثية علينا.

الدولة عليها ايضا منع مواطنيها من التدخل في ملفات شائكة،حتى لاتأتي المعاتبات والفواتير غداً،فيصير مطلوبا من الدولة دفعها نيابة عن مواطنها الذي تقافز في احضان الغير،مقابل مصالح تافهة،تاركاً الكلفة على بلد بأكمله.

الاردنيون لايبيعون دم السوريين ولايشربونه،،واذا يراد تصويرنا هكذا فإننا نعتذر للشعب السوري واحداً واحداً.(الدستور)

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات