فركة اذن

في البلد كلام كثير عن ضرورة وقف العنف ضد النساء والأطفال, ولا يكاد يخلو يوم من عنوان صحفي أو أكثر حول الأمر, وهناك هيئات كثيرة متخصصة بذلك.
العنف كلمة كبيرة وفي السابق لم تكن تستخدم الا في "الشديد القوي" من الأمور, ولكنها الآن تستخدم بسهولة الى درجة أن هناك من يحذر من العنف اللفظي, أي من الكلام فقط.
إذا قبلنا هذا التوسع في المفهوم واستجبنا لمتطلباته, فسنقع فوراً في ارتباك مسلكي كبير, فهناك أنواع من المواقف والتصرفات يصنفها جماعة المناهضين للعنف ضمن اختصاصهم, ولكنها تعتبر شعبياً مرغوبة ومطلوبة ويصعب العثور على بديل لها.
بعض الأبناء مثلاً يحتاجون بين فترة وأخرى الى "فركة أذن" وهم لا يرتدعون من دونها, بعضهم يستجيب من "جَحْرَة" أو "نحنحة شديدة", وفي بعض الحالات يكفي ان تقول للولد: "باجيلك" أو "لا تخليني آجيلك". وفي حالات أعلى قليلاً تضطر الى أن تمد يدك الى أقرب "شبشب" ومن دون ان تقذفه فعلاً, وكل ذلك يصنف في خانة العنف الذي يرفضه نشطاء المنظمات الانسانية, هذا مع العلم أن الأب أو الأم يكون هدفهما مما سبق توجيه رسالة انسانية.. "خليك بني آدم", وهناك بالفعل فئة من الأبناء لم يتحول الواحد منهم الى "بني آدم" إلا بعد المرور بتجربة "فركة أذن" واحدة أو أكثر مما ذكر.
بل -وهنا أطلب السماح وطول البال من القارئ- هناك تشخيص معروف شعبياً لحالة كثير من النساء اللواتي يعانين من "قلة الكَتِل", وبالطبع وكي لا تصنفوني في خانة خصوم النساء عموماً أسارع الى القول أنه يوجد من الرجال من يستحقون التقييم ذاته.
باختصار أقترح أن يتم الاعتراف بالحق في "فش الغل" بالأبناء أو بالزوجة كواحد من أشكال حرية التعبير الرجالية في مثل هذه الظروف الصعبة واستثناء ما ينجم عن ممارستها من تصنيفات جماعة العنف.(العرب اليوم)