بين القوة الصلبة والناعمة

تم نشره الأربعاء 03rd آب / أغسطس 2011 01:44 صباحاً
بين القوة الصلبة والناعمة
موفق محادين

من الكتب المهمة التي تستحق القراءة والتمعن جيدا كتاب الدكتور رفيق عبدالسلام (امريكا بين القوة الصلبة والقوة الناعمة) وهو من اوراق الجزيرة واصداراتها عام 2008 فاما القوة الصلبة فممثلها النظري المؤرخ فيرجسون (لا يوجد في تاريخنا خارج البحار ما يخجل) وكريستول مفكر الحرب الخارجية, وفريق المحافظين الجدد ومرجعيته الداروينية وخاصة توماس هوبز الاب الروحي لهؤلاء المحافظين بدءا من ريغان وانتهاء بفريق بوش: وولفتز, بيرل وبولتون الذين صاغوا استراتيجية الاستحواذ الاحادية, وتحالف الراغبين لا الشركاء 2002 .

واما القوة الناعمة الجديدة فعادت الى الظهور مع تفاقم الازمة الامبريالية الاقتصادية وتفاقم المأزق الامريكي العسكري في العراق وافغانستان وصعود الصين وصحوة روسيا, وتصاعد المقاومة في الشرق العربي.

فبعد ان عبرت هذه القوة عن نفسها في فترة كلينتون ثم تراجعت عادت لتحريك مشروع سابق لخصومها وتوسيعها وهو مشروع الاصلاح الديمقراطي للعالم الاسلامي 2002 الذي ركز على اربعة محاور ليس بينها اي اصلاح سياسي, هي المرأة التعليم, القطاع المالي ووزارات التخطيط, والمنظمات غير الحكومية, وقد عهد لصناديق ومؤسسات امريكية لمتابعتها مثل بيت الحرية ونيد.

بيد ان ما كتبه جوزيف ناي (القوة الناعمة) هو الاهم على هذا الصعيد انطلاقا من مقاربات اخرى تتوسل ادوات هيمنة غير مباشرة تعيد دمج العالم في منظومة المصالح الامريكية.

ومن هذه المقاربات دراسات الالماني جانتونج حول الترويض الثقافي ودراسات بورديو حول الرأسمال الرمزي عبر الهيمنة الثقافية, وتحذيرات الالماني شبنغلر من تراجع اوروبا الرأسمالية كما استند ناي الى محطات مهمة في التاريخ الامريكي نفسه فبعد الحرب العالمية الاولى اطلق الرئيس الامريكي ولسون دعوته للغزو السلمي للعالم عبر ما عرف بمبادئ ولسون.

وبعد الحرب الثانية اطلقت امريكا مشروع مارشال لاعادة دمج اوروبا في النظام الرأسمالي وتحصينها ضد الشيوعية.

وها هو ناي يستلهم هذه المحطات لغزو سلمي جديد باسم الديمقراطية تفكيك الحرس القديم واعادة دمج العالم, في منظومة المصالح الامريكية عبر اشكال مختلفة من الثورات الملونة: جورجيا 2003 واوكرانيا 2005 وثورة الارز في لبنان 2005 وهكذا مستعينا بادوات مدنية وثقافية واعلامية للهيمنة واعادة انتاج الوعي الجمعي عبر هذه الادوات : فضائيات وصحف واذاعات ومراكز حقوق الانسان والدراسات الخاصة.. الخ وجميعها تعزل هذه القضايا عن التحرر الوطني والقومي وتعيد تركيبها في خيارات سياسية تعمق التبعية للمصالح الرأسمالية خاصة الامريكية.(العرب اليوم)

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات