الناتو يدعو زيلينسكي لإلقاء كلمة خلال قمته الخميس

المدينة نيوز :- دُعي الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، لمخاطبة قادة دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) الذين يجتمعون، الخميس، في قمة استثنائية مكرسة لغزو روسيا لأوكرانيا، حسبما أفاد الناتو، الثلاثاء.
وقال مسؤول في الناتو: "ستكون فرصة لقادة دول الحلف للاستماع مباشرة من الرئيس زيلينسكي يتحدث عن الوضع الكارثي الذي يعيشه الشعب الأوكراني بسبب العدوان الروسي".
وأضاف أن الحلفاء الذين يقدمون "كمية كبيرة من المعدات العسكرية الأساسية" لأوكرانيا، سيدرسون ماذا يمكنهم أن يفعلوا "لتعزيز" دعمهم.
ويطالب زيلينسكي حلف الناتو والدول الغربية بتكثيف الدعم لأوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي، ودعا إلى مزيد من العقوبات لتقييد قدرة موسكو على مواصلة اعتدائها على بلاده.
كان زيلينسكي أكد خلال مقابلة مع وسيلة إعلامية أوكرانية عامة، أن أي "تسوية" في إطار المفاوضات مع روسيا لوضع حد للنزاع ستُعرض على استفتاء شعبي في أوكرانيا.
وفي وقت سابق أشار زيلينسكي إلى أن القدس يمكن أن تشكل "المكان المناسب لإيجاد السلام"، في إشارة إلى المفاوضات التي كان دعا إلى إجرائها مع روسيا.
وقال مسؤول بمجلس الأمن القومي الأمريكي اننا نستخدم كل الأدوات لعزل روسيا ومساعدة الشعب الأوكراني على مواجهة التحديات .
وبدورها قالت قيادة قوات النيتو بأوروبا اننا نواجه حقيقة جديدة إثر غزو روسيا لأوكرانيا وردا على ذلك عززنا وجودنا الدفاعي .
وبدوره قال وزير الدفاع الأمريكي لويد اوستن أن الهجمات التي رأيناها مؤخرا تركز بشكل مباشر على استهداف المدنيين .
واشارت سفيرة أوكرانيا في واشنطن انه يجب محاسبة روسيا على جرائمها في أوكرانيا .
واضافت انه يجب وقف الحرب في أوكرانيا لحمايتها وحماية أسس الحضارة الغربية من الوحشية .
وبينت ان المعركة التي تخوضها أوكرانيا هي جولة قتال في حرب بدأت قبل 8 سنوات مع ضم القرم .
واشارت الى اننا نريد أنظمة دفاع جوي لمساعدتنا على حماية أجوائنا بأنفسنا ولم نطلب إرسال قوات .
واعلنت الإدارة العسكرية في كييف انه سقط قتيل و3 جرحى في قصف صاروخي روسي استهدف أوبولون شمالي العاصمة كييف .
واعلنت هيئة الأركان الأوكرانية ان الجيش الروسي قصف البنية التحتية في جيتومير وكييف وتشيرنيهيف وخاركيف ودونيتسك .
واضافت ان مقاتلات روسية نفذت أكثر من 80 طلعة في أجوائنا بينها 29 من مطارين في أراضي بيلاروسيا .
وبدوره قال المستشار الاقتصادي لزيلنسكي للجزيرة انه بعد أول أسبوع للحرب خسرنا حوالي 100 مليار دولار .
وبين انه في الأسبوع الأول من الحرب خسر الاقتصاد الأوكراني حوالي 100 مليار دولار .
واشار ان التداعيات الاقتصادية للحرب كبيرة لأن القوات الروسية تستهدف البنية التحتية .
واكد ان كل القطاعات تضررت جراء الحرب لكن التداعيات الأبرز كانت على قطاع الزراعة .
واضاف ان تأثير الحرب يتجاوزنا إلى السوق العالمية فأوكرانيا من بين أهم 5 مصدرين للقمح .
واشار اننا إذا لم نتمكن من استئناف تصدير الحبوب فالأسعار ستشهد ارتفاعا كبيرا في العالم .
وبين ان حلفاؤنا في أوروبا مطالبون بفرض مزيد من العقوبات على روسيا .
واشار ان تشديد العقوبات يجب أن يكون فوريا لا أن تؤجل إلى مرحلة لاحقة .
الصدمة الحقيقية للعقوبات على روسيا
يقول تحليل لمجلة foreign affairs الأمريكية إنه نادراً ما تنجح العقوبات الاقتصادية في تحقيق أهدافها. كثيراً ما يفترض صانعو السياسة الغربيون أن الإخفاقات تنبع من نقاط ضعف في تصميم العقوبات. في الواقع، يمكن أن تعاني العقوبات من ثغرات، أو الافتقار إلى الإرادة السياسية لتنفيذها، أو عدم كفاية الاتفاق الدبلوماسي فيما يتعلق بالإنفاذ، لكن الافتراض الضمني هو أن العقوبات القوية لديها فرصة أفضل للنجاح.
مع ذلك، فإن الاحتواء الاقتصادي الغربي لروسيا مختلف، هذه حملة غير مسبوقة لعزل اقتصاد مجموعة العشرين بقطاع هيدروكربوني كبير، ومجمع صناعي عسكري متطور، وسلة متنوعة من صادرات السلع الأساسية.
نتيجة لذلك، تواجه العقوبات الغربية مشكلة من نوع مختلف. العقوبات في هذه الحالة، يمكن أن تفشل ليس بسبب ضعفها ولكن بسبب قوتها الهائلة التي لا يمكن التنبؤ بها. وبعد أن اعتاد صانعو السياسة الغربيون على استخدام العقوبات ضد البلدان الأصغر بتكلفة منخفضة مثل إيران أو كوريا الشمالية، فإن لديهم خبرة وفهماً محدوداً فقط لتأثيرات الإجراءات الصارمة ضد اقتصاد رئيسي مترابط عالمياً مثل الاقتصاد الروسي، كما تقول المجلة الأمريكية.
وتعني الهشاشة الحالية في الهيكل الاقتصادي والمالي للعالم أن مثل هذه العقوبات يمكن أن تسبب تداعيات سياسية ومادية خطيرة.
يمكن رؤية مدى شدة العقوبات الحالية ضد روسيا من خلال آثارها في جميع أنحاء العالم. الصدمة المباشرة للاقتصاد الروسي هي الأكثر وضوحاً. يتوقع الاقتصاديون أن ينكمش الناتج المحلي الإجمالي الروسي بنسبة 9-15 في المئة على الأقل هذا العام، لكن الضرر قد يصبح أكثر حدة.
وانخفض الروبل بأكثر من الثلث منذ بداية يناير/كانون الثاني، كما تجري الآن هجرة جماعية للمهنيين الروس المهرة وأصحاب الأموال، في حين تراجعت القدرة على استيراد السلع الاستهلاكية والتكنولوجيا القيمة بشكل كبير. وكما قال عالم السياسة الروسي إيليا ماتفيف: "أُلقيت 30 عاماً من التنمية الاقتصادية في سلة المهملات".
آثار العقوبات الغربية تتجاوز روسيا نفسها
تقول فورين أفيرز إن تداعيات العقوبات الغربية تتجاوز روسيا نفسها، إذ إن هناك ما لا يقل عن أربعة أنواع مختلفة من التأثيرات الأوسع نطاقاً: الآثار غير المباشرة إلى البلدان والأسواق المجاورة؛ آثار مضاعفة من خلال سحب الاستثمارات من القطاع الخاص؛ آثار التصعيد في شكل ردود روسية؛ والآثار النظامية على الاقتصاد العالمي.
تسببت الآثار غير المباشرة بالفعل في حدوث اضطرابات في أسواق السلع الأساسية الدولية، واندلع ذعر عام بين التجار بعد حزمة العقوبات الغربية الثانية – بما في ذلك قطع روسيا عن نظام سويفت، وتجميد احتياطيات البنك المركزي التي تم الإعلان عنها في 26 فبراير/شباط. وبشكل عام، ارتفعت أسعار النفط الخام والغاز الطبيعي والقمح والنحاس والنيكل والألمنيوم والأسمدة والذهب. ولأن الحرب أغلقت الموانئ الأوكرانية وتجنب الشركات الدولية صادرات السلع الروسية، يلوح الآن نقص في الحبوب والمعادن في الأفق على الاقتصاد العالمي.
على الرغم من انخفاض أسعار النفط منذ ذلك الحين تحسباً لإنتاج إضافي من المنتجين الخليجيين، فإن صدمة أسعار الطاقة والسلع في جميع المجالات ستدفع التضخم العالمي إلى الأعلى. تواجه البلدان الإفريقية والآسيوية التي تعتمد على واردات الغذاء والطاقة صعوبات بالفعل.
كما أن اقتصادات آسيا الوسطى عالقة في صدمة العقوبات؛ حيث ترتبط هذه الدول السوفييتية السابقة ارتباطاً وثيقاً بالاقتصاد الروسي من خلال التجارة وهجرة العمالة إلى الخارج، وتسبب انهيار الروبل في ضائقة مالية خطيرة في المنطقة. إذ فرضت كازاخستان ضوابط على الصرف بعد أن تراجعت عملتها التنغي بنسبة 20 في المئة في أعقاب العقوبات الغربية ضد موسكو؛ وشهدت طاجيكستان انخفاضاً حاداً مماثلاً في عملتها.
وبالتالي، سيجبر إفقار روسيا الوشيك الملايين من العمال المهاجرين من آسيا الوسطى على البحث عن عمل في مكان آخر ويجفف تدفق التحويلات إلى بلدانهم الأصلية، كما تقول المجلة الأمريكية.
يتجاوز تأثير العقوبات القرارات التي اتخذتها مجموعة الدول السبع وحكومات الاتحاد الأوروبي. وكان لحزم العقوبات الرسمية تأثير محفز على الشركات الدولية العاملة في روسيا. بين عشية وضحاها تقريباً، أدت العزلة الوشيكة لروسيا إلى بدء رحلة شاقة للشركات العالمية.
فقد أجبرت مئات الشركات الغربية الكبرى في مجالات التكنولوجيا والنفط والغاز والطيران والسيارات والتصنيع والسلع الاستهلاكية والأغذية والمشروبات والمحاسبة والمالية وصناعات النقل على الانسحاب من البلاد.
الحرة / وكالات