مأساة طلبتنا في الدول الذبيحة

تم نشره الخميس 04 آب / أغسطس 2011 12:48 صباحاً
مأساة طلبتنا في الدول الذبيحة
ماهر ابو طير

ليس اشطر منا في اطلاق التصريح الاول دوماً،عند كل كارثة تقع في بلد عربي او اجنبي،اذ يخرج دوماً متحدث رسمي ليقول بعد انقلاب او حرب او زلزال،التصريح الشهير:الاردنيون بخير،حتى قبل ان تعرف تلك الدولة حال مواطنيها،فكيف بمواطنينا؟.

هذه علاقة غريبة،ليس فيها مسؤولية عامة،ولا ابوية،فالاف الطلبة الاردنيين في اليمن يقال لهم ان عليهم ان يعودوا الى اليمن الذي يتم قصف مطاره،واطلاق الصواريخ على شعبه واحيائه،ويراد للاردني ان يكون انتحارياً وشهيداً فيعود للدراسة الى اليمن.

الامر ذاته يتكرر مع طلاب الجامعات السورية،وعددهم بالالاف،وقد نجد انفسنا في اي لحظة امام ازمة كبرى،ولا تعرف لماذا لا يتم التخطيط للتعامل مع هذه الحالات،بأي وسيلة معقولة،تحفظ حق الطالب،وبشكل لا يؤثرعلى مستوى التعليم؟.

ذات الامر ينطبق على الطلبة الاردنيين في ليبيا،اذ عادوا ولا احد يعرف ماذا يفعلون،وينطبق على طلبة كثيرين عادوا من مصر،والملف مفتوح،بكل درجاته ومعانيه،وهكذا يتم السكوت على تدمير حياة الاف الطلاب وعائلاتهم.

ذريعة حكومتنا تقول ان هؤلاء ذهبوا بمعدلات اقل من المقبولة هنا،لدراسة تخصصات بحاجة الى معدلات اعلى،وان التخصصات في تلك الدول اضعف من حيث مستواها،مما في جامعاتنا من تعليم،ولذلك لا يصح قبولهم او معادلة موادهم!!.

هذا اعتراف خطير وضمني اننا تسمح بحصول الاردني على شهادات ضعيفة وملفقة في الخارج،والا كيف تسمح له بالخروج والدراسة وتعتمد شهادته،وحين يتعرض الى وضع مأساوي،يتم التذرع بضعف التعليم وعدم معادلة مواده وسنته!!.

ما ذنب العائلة الاردنية التي انفقت الاف مؤلفة من الدنانير على تعليم ابنها في احد هذه الدول،فتوقف تعليمه في السنة الثالثة او الرابعة،او حتى قبيل التخرج،وما ذنب الطالب الذي خسر مستقبله امام اوضاع لم تكن بالحسبان؟!.

المفارقة ان حكوماتنا تتدعي ان تعليم هذه الدول ضعيف،لكننا نعترف بشهاداتهم،بل نمنح اعترافات لشهادات من دول يشيع فيها بيع الشهادة،ولا نريد بالمقابل ان نعترف بمستوى الطالب في الجامعات العربية،في حال تقرر معادلة مواده ومساقاته؟!.

هذا ملف يثير الحزن في صدور الاف العائلات الاردنية،وهو ملف مفرود بين يدي اصحاب القرار،لانقاذ الاف الطلبة،في بلدنا،ممن تقطعت بهم السبل،وجلسوا في بيوتهم،وواجب الحكومة الوقوف الى جانب هؤلاء.(الدستور)

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات