تخفيض مرتبة أميركا المالية

ستاندرد اند بورز ، واحـدة من شركات التصنيف الائتماني ، وقد قررت يـوم الجمعة الماضية تخفيض مرتبة الدين الأميركي درجـة واحدة من AAA وهي أعلى المراتب ، وتشاركها في هـذه المرتبة 16 دولة أخرى ، إلى AA+ وهي أيضاً مرتبة عاليـة جداً.
في الوقت ذاته فإن شركات التصنيف الأخرى التي لا تقل أهمية ، وخاصة موديز وفتش ، لم تتخـذا حتى الآن خطوة مماثلة ، وأبقتا التصنيف الائتماني الأميركي في أعلى مرتبة.
أهمية تخفيض التصنيف الأميركي رمزية ، وحتى الذين قرروه يعترفون بأنهم ما كانوا ليفعلون لو أن قرار رفع سـقف المديونية اتخـذ في وقت مبكر بدون هذا الجـدل الطويل والعقيم الذي وضع مصداقية أميركا المالية محل سؤال. ولولا المناكفات السياسية بين الحزبين المتنافسين لكانت مسألة رفع سقف المديونية عملية روتينية لا تثير الانتباه ، كما كان يحدث في الماضي.
الآثار النفسـية لها أهمية كبيرة. ومع أن الخطوة لم تكن مفاجئة ، إلا أن الخبراء يتوقعون أن يكون لها أثر كبيـر على بورصات العالم ، كما سـيتضح من سير التعاملات المالية في بورصات أوروبا وأميركا يوم الاثنين.
من المتوقع أن يكون قد حـدث انخفاض ملموس في تلك البورصات ، ويؤمل أن يكون الانخفاض مؤقتاً ، ولكن السؤال عن أسـباب تأثر بورصات الأسواق البازغة بالرغم من عدم وجود علاقـة مباشرة مع قرار التخفيض الأميركي.
إيجابياً ، لأنه يهز الثقـة بالاستثمار في البورصات الغربية ، ويخيـف المستثمرين والمضاربين العرب في تلك البورصات ، فيتحـول بعضهم إلى بورصة عمان ، خاصة وأنها ، خلافاً لبورصات الدول الخليجية ، لا تتأثر كثيراً بما حـدث في أميركا ، فليست هناك أموال أردنية هامة مستثمرة في سندات الخزينة الأميركية التي قد ينخفض سـعرها السوقي قليلاً ، وترتفع عوائدها تبعـاً لذلك لتعويض الخطر مهما كان طفيفـاً ، علماً بأن التوجه نحو رفع أسـعار الفائدة موجود أصلاً.
في تبرير قرارها أشارت ستاندرد أند بورز إلى ضخامة عجـز الموازنة الأميركية وعدم كفاية الإجراءات المقررة لخفضه ، وارتفاع المديونية ، وهي أمراض العصر التي تستطيع أن تهـدد استقرار وأمن أكبر اقتصاد عالمـي.(الراي)