الأردن يقدر الدور الكويتي

وضعني سفير دولة الكويت الجديد والنشيط الدكتور حمد صالح الدعيج في صورة الزيارة الملكية للكويت واهميتها في هذا الوقت فقبل فترة التقى الملك رؤساء تحرير الصحف الكويتية وتحدث لهم عن الامة والهموم المشتركة والمسؤوليات المترتبة على ما يجري في العالم العربي من متغيرات شديدة ورياح تغيير..
السفير تحدث باهتمام عن المرحلة القادمة وقد ساعدته معرفته للاردن والاردنيين وهو يختلط بشرائح عديدة من المجتمع حيث ظل حرصه من خلال موقعه السابق منصبا على التعليم العالي وتوفير افضل الفرص والمناخات والاسناد للطلاب الكويتين في الجامعات العامة والخاصة. وهي التجربة التي ظل السفير يعتز بها ويؤسس من خلالها علاقات مميزة جرى توظيفها الان لخدمة البلدين.
في تجربة السفير الشخصية حين وقع غزو العراق للكويت وحتى سفره للدراسة في بريطانيا والولايات المتحدة ومعاناته في تلك الظروف وعصاميته واحساسه تجاه وطنه ومشاهداته اثناء الاحتلال لما جرى مكنّته من ان يدرك الحقائق بموضوعية وان يظل يحمل تقديرا خاصا للاردن والاردنيين الذين ظل يدافع عن صورتهم الحقيقية ويضرب الامثلة على ذلك في اصدقاء كثر عرفتهم منذ ذلك الوقت الى اليوم... قائلا «اصابعك في يدك ليست واحدة «... وحتى الكويتيين انفسهم لم يكونوا على قلب رجل واحد.
الخبرة التي يكتنزها السفير مع القدرة الموضوعية على التحليل والاستفادة من المعلومة وخبره اقامته وتعليمه العالي مكنته من ان يكون من ابرز المدافعين عن مشاركة الاردن في مجلس التعاون الخليجي وما يترتب على هذه الشراكة من فوائد لكل الاطراف... وقد استطاع ان يوصل رأيه مباشرة لاعلى المستويات في بلاده..
وشأن سفراء مجلس التعاون الخليجي الاخرين يحرص السفير الدعيج على ان يستطلع اراء الشعب الاردني في قضية الشراكة وهي عنده مسألة ضرورية لجهة سماع ورصد هذا الموقف فدول الخليج لم تعد تأخذ مواقف ارتجالية وقد ادرك زعماؤها ضرورة الاستماع الى رأي الشارع والتأثر به ولذا فان الوقت الذي مضى منذ طرح فكرة انضمام الاردن للمجلس حتى اليوم جرى فيها كثير من الاتصالات والمعاينات وتقديم الاراء والافكار وما زال الامر كذلك وسينعقد اللقاء الاول الذي كان مقررا في منتصف رمضان الى اخر رمضان لتبدأ ورشة العمل في تأهيل الشراكة.
الزيارة الملكية الاخيرة للكويت وهي تأتي بعد زيارات عديدة ظلت العلاقات فيها تتعمق وتتطور حتى غدت الاميز على اكثر من مستوى اذ ان حجم الاستثمارات الكويتية في الاردن هي الاولى على المستوى العربي وحتى الدولي كما ان العلاقات السياسية تفوق حتى الاقتصادية في التبادل التجاري على اهميته...
السفير الكويتي لا يحب الاضاءة الاعلامية الزائدة ولذا كنت استأذنه ان يذكر اسمه وراء جهده حين اكتب واعرف ما كان يبذله من جهد حين يتعرض أي كويتي لاي مشكلة ومساهماته الاخيرة الفاعلة في مساعدة احدهم والسعي له بالعفو ونجاحه في ذلك وحرصه على ان تظل العلاقات في اطارها الفاعل والشفاف بعيدة عن الشخصنة او ما يشوبها...
الملك في زيارته للكويت يحمل هموما عربية وتصورات اردنية ويشرح الحال وما آلت اليه وحاجة الاشقاء العرب لمساندة بعضهم. فالضرورة تقتضي المشاورة والاسناد والتعاون الحقيقي المثمر وتمثل الحكمة والاخذ بالاصلاح الذي يجب ان يتقدم حتى لا تكون الفوضى كما قال خادم الحرمين الشريفين...
في الزيارة الملكية تبصير بضرورة اسناد الموقف الفلسطيني امام استحقاق شهر ايلول القادم في الامم المتحدة حيث تكون حاضنة الاعتراف بالدولة الفلسطينية وكجزء من مواجهة سياسة الاحتلال وغطرسته وامعانه في الاستيطان وتقطيع اوصال الارض الفلسطينية.
وفي الزيارة شرح للقلق الاردني مما يجري في الجوار السوري حيث تتراجع الحكمة لتتقدم الفوضى وحيث يدفع السوريون الثمن باهظا دون اسباب مفهومة او عاقلة..
اما العلاقات الثنائية فان البلدين يعرفان اهميتها ويتطلع الملك الى المزيد من موقف الاشقاء الكويتيين الذين لم يقصروا في دعم الاردن واسناده في مختلف الظروف وادراكهم لحاجياته ودوره في المنطقة وهو الامر الذي جعل الاردن ممتنا عن ذلك للاشقاء وخاصة المملكة العربية السعودية.
الزيارة الملكية للكويت ناجحة وهي تدفع باتجاه بلورة صيغة اسرع وافضل لشراكة الاردن ولعل فيها ما يحفز سفراء البلدين النشيطين لمزيد من العمل الكبير الذي ينتظرهما.(الراي)