أيتام فلسطين

في فلسطين الاف الايتام،ممن سرق الاحتلال حياتهم،واولئك الذين لم تتركهم الاقدار لبراءتهم،فرحل اباؤهم مبكراً!.
في غزة المحاصرة،التي لم تسمع من اغلبنا الا شعراً ونثراً،الى الضفة الغربية الذبيحة،تحت وطأة تقطيع اوصالها وحصارها ايضاً،وعداوة الاشقاء والرفاق،وصولا الى القدس العزيزة،ومسجدها الحزين الاسير،رده الله من غربته.
كل ليلة عند اذان المغرب،لايتذكر كثيرون منا اسرى فلسطين،والشهداء،والايتام،واولئك المعتقلين في السجون،والذين يتم تعذيبهم ومطاردتهم.
ينسى بعضنا اطفال فلسطين،الذين حرمتهم الدنيا المسرة والسعادة،فنجلس مع اطفالنا عند الافطار،وعلى بعد كيلومترات منا،اهل لنا،لايجدون قوت يومهم،فيما اطفالهم في حرمان شديد،فوق اليتم والسجن في حالات،فأي بركة تحل على بيوتنا واطفالنا؟!.
بين يدي نموذج أردني لامع يرفع الرأس حقاً،لجنة زكاة المناصرة للشعب الفلسطيني،في جبل الحسين،التي تكفل عبر اردنيين ستة وعشرين الف يتيم فلسطيني،في مدن فلسطين،والكافلون هم مواطنون اردنيون،ابدعوا في هذا الجانب،فلم يتركوا ايتام فلسطين،لوحدهم،ولم يتخلوا عن الفقراء في الارض المقدسة والمباركة،وهذا يثبت كم في الاردن واهله من خير ومروءة وشرف.
برامج لجنة زكاة المناصرة للشعب الفلسطيني،متنوعة،اذ بامكانك ان تكفل يتيماً بخمسة وعشرين دينارا شهرياً،وهو مبلغ بسيط يقدر اغلبنا عليه،لاننا ننفق على سجائرنا وهواتفنا الخلوية اضعافه،وميزة اللجنة المحترفة والتي تعمل تحت مظلة وزارة الاوقاف الاردنية،انها تقدم اليك اخبار اليتيم وشهاداته،وتأتيك برسائل منه،فتصير على صلة به،تعرفه ويعرفك.
مازال لدى الجمعية ايتام كثر،بحاجة لمن يكفلهم،خصوصا،في رمضان الكريم،الذي هو فرصة لكثيرين لان يكفلوا يتيماً في فلسطين،ويطمئنوا الى ان مالهم سيصل الى يده مباشرة،فيستحقون جوار النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة،لان هذا كلامه ووعده الذي لايخيب ابداً.
من برامج الجمعية تفطير صائم في المسجد الاقصى،وكلفة افطار الصائم خمسة دنانير يومياً،اذ تقام موائد الافطار في حرم المسجد الاقصى،ويتم تمويل هذه الافطارات من مال الناس،وهي مهمة عظيمة،حتى يبقى الاقصى منارة لايتركها الناس في هذه الظروف،ويبقى محجاً لعشرات الاف الفلسطينيين في مهمة سماوية،سرها الدفاع عن المسجد الاقصى.
مع هذا هناك برنامج عيديات الايتام،اذ يمكن تقديم عيدية لليتيم في فلسطين بعشرة دنانير،ولو تذكر كل واحد منا يتيماً في فلسطين،واعتبره واحداً من اولاده،لما وصل الناس الى ماوصلوا اليه من خذلان،ولا اكتمل لنا عيد الا بالاحسان الى يتيم.
الاتصال باللجنة سهل وهاتفها(5697461)،ويمكن الاطلاع على نشاطات اللجنة،وملفاتها،وملفات الاطفال المكفولين،وملفات الاطفال الذين هم بحاجة الى كفالة،والى وضع الاف العائلات الفقيرة،في زمن غابت فيه فلسطين،عن ذاكرة كثيرين،برغم انها عزيزة عند الله،وعند من كانت له بصيرة وضاءة في هذا الزمن.
قبل ان تتناول افطارك تذكر ايتام فلسطين،وحرمانهم،وان أنين قلوبهم لايغيب،تسمعه بأذنك،فيبكي الطفل اليتيم على غياب والده،ولايفارق طيفه المظلوم طيف ابنك المدلل،فيما نتلهى نحن بمسلسلات رمضان،وبالانقلاب على "سرير مابعد الافطار" في غيبوبة،اخلت فلسطين لمحتلها.
لايتام فلسطين من يؤازرهم من اهل الله وجنده الكرماء...لعل فينا من يكفل ايتاماً في هذا الشهر الكريم.(الدستور)