المقاطعة في وجه الاحتكار

تم نشره الخميس 11 آب / أغسطس 2011 01:01 صباحاً
المقاطعة في وجه الاحتكار
سلامه الدرعاوي

الكل يتذكر مدى نجاعة وفاعلية حملة مقاطعة المنتجات الدنماركية في العالم العربي والاسلامي بعد نشر رسومات مسيئة للرسول الكريم قبل عامين, وكيفية تضامن كافة فعاليات المجتمع ومؤسساته في المشاركة بهذه الحملة التي كبدت الشركات الدنماركية خسائر فادحة ما زالت تعاني من اثارها لغاية الان.

في ايامنا هذه تشكو الكثير من الفعاليات الشعبية من ارتفاع الاسعار وعدم تجاوب الجهات المختلفة في الحد من تنامي هذه الظاهرة التي بدأت تستنزف جيوب المواطنين, وللاسف ما زال دور مؤسسات المجتمع المدني تجاه حماية المستهلك دون فاعلية ترتقي الى طموح المواطنين.

لذلك, لا توجد ضغوطات في اي شكل من الاشكال على الشركات او الجهات التي تمارس شكلا من اشكال الهيمنة على السوق وتحتكر الانتاج وتحدد الاسعار بطريقة متفق عليها, ويكاد يكون معدوما على المنتجين.

لا يتوقع ان تقود اي جهة حملة مقاطعة استهلاكية كما يحدث في دول العالم المختلفة في المرحلة الاولى وذلك لعدة اسباب اهمها عدم وجود مشاركة تفاعلية مع حملة المقاطعة من قبل مؤسسات المجتمع المدني والقوى السياسية والاقتصادية, والحقيقة اننا لا نكاد نسمع ذكرا لحملة المقاطعة سوى عندما نشاهد في الصحافة بيانا اعلاميا لجمعية المستهلك تناشد فيه المواطنين الامتناع عن شراء تلك السلعة.

ضعف حملات المقاطعة لها مدلولات مهمة تتعلق بمدى الخمول الحاصل في قوى المجتمع الرئيسية خاصة اولئك الذين يوجهون خطاباتهم مباشرة للرأي العام مثل ائمة المساجد ورجال الدين واساتذة الجامعات والحزبيين والنقابيين, حيث تجد خطابات وشعارات هؤلاء رنانة في مجالات السياسة الدولية والقضايا الاقليمية, في حين تجدهم في سبات عميق تجاه القضايا الوطنية خاصة التي تتعلق بحياة المواطنين اليومية, رغم اهمية تناول تلك القضايا, واعتقد ان الدور السلبي الذي تمارسه تلك المؤسسات والفئات تجاه القضايا الاقتصادية وتخدير الوضع هو متعمد لضعفها في طرح البدائل والحلول لمعالجة القضايا التي تقلق حياة المواطنين, في حين انهم يجدون بالقضايا الدولية متنفسا لهم امام الشارع العام, فالسياسة والخارجية منها بالتحديد تحتل اولوية الشعارات في خطابات تلك الفئات.

في ظل نظام السوق الحر يتراجع دور الحكومات لصالح القطاع الخاص في ادارة النشاط الاقتصادي, واذا فقدت الدولة اليات الرقابة على الاسواق والتدخل لضبط الاسعار بحجج واهية كما هو الحال في حكوماتنا التي تركت السوق للمحتكرين والمهيمنين عليها واخلت بتنافسية السوق ليصبح المواطن فريسة سهلة لهؤلاء ولا يبقى امامه سوى مؤسسات المجتمع وفعالياته المختلفة, لكن بقاء الحال على ما هي عليه الان من شلل وخمول, فان المستهلك لن يقوى على مجاراة هؤلاء التجار وسيكون خاضعا لابتزازات السوق وتقلباتها ولن يجد من يحميه لذلك فالحكومة التي لا تتدخل بالاسواق مطالبة بسن قانون عصري يحمي المستهلك ويشرك كافة اطراف المعادلة في عملية اتخاذ القرار وايجاد هيئة رقابية عليا تمتلك من الصلاحيات والاجراءات الكفيلة القادرة على ضمان المنافسة بالسوق والتي هي اساس الاقتصاد الحر.(العرب اليوم)

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات