القراء باعتبارهم زبائن
يشتد النقاش حول بعض القضايا السياسية الوطنية والقومية, وجزء من هذا النقاش يكون من خلال كتابة المقالات التي تتنافس على جذب القراء.
في هذه الأثناء يبدو أن عبارة "الجمهور عاوز كده" انتقلت من عالم السينما والتلفزيون إلى عالم الكتابة, إن الشاشة أصبحت عنصراً مشتركاً بعد أن أصبحت تتيح فرصة القراءة إلى جانب المشاهدة.
لقد أتيحت الفرصة لكي يتحول القارئ إلى متفرج والقراءة إلى فرجة. واليوم صار الكاتب يكتب وذهنه متوجه نحو الشاشة أكثر من الورق. وتنتشر الآن عبارات مثل: "المواقع نقلت مقالك" أو "المواقع أهملت مقالك", وعلى الكاتب أن يتقن عرض مقالته أمام الجمهور لكي يكون جذاباً. في مثل هذا الحال لا يجرؤ الكاتب على مخالفة الزبون لأن الأخير دائماً على حق.
التعليق على المقالات وعدد النقرات التي يحظى بها المقال, يوفران الفرصة للكاتب أن يتلقى التقييم يوماً بيوم بل مقالاً بمقال. ولهذا تجد الكاتب نفسه يسقط في مقال ويرتفع في آخر, مبدعاً في الأول وجاهلاً في التالي, مبدئياً وطنياً وأميناً في الأول, منحرفاً خائناً وقبيضاً في الثاني, وذلك اعتماداً على مدى إعجاب الجمهور. في السابق كان بطء وصول التقييم للكاتب يجعل هذا التقييم مبنياً على ما كتبه لزمن طويل.
فيما مضى عرفنا صنفاً من الكتابة باعتباره مجرد "حبر على ورق", وبحكم التطور فإن هذا الصنف قد يتحول إلى مجرد "نقرات على لوحة مفاتيح".(العرب اليوم)
