بين الظلم والنهب!

يتم قتل السوريين، بالعشرات، في رمضان، وهدم المآذن، على يد بشار الاسد، ومن شابه اباه، فما ظلم، فقد قتل والده قبله الالاف في حماه، وقتل ايضاً، الاف اللبنانيين والفلسطينيين، في لبنان ذات يوم.
قاتل برتبة رئيس دولة، ومثله قتلة برتبة رؤساء دول من القذافي الى علي عبدالله صالح ومحمد حسني مبارك، وصولا الى غيرهم، ولصوص ايضاً، برتبة رؤساء دول، فقد بقيت الجريمة، وارتفع مستوى مرتكبها.
ابتلي العرب بهكذا انظمة، وما يراد قوله للناس اليوم، اما ان تقبلوا حاكما لصاً ظالما، واما ان يتم ذبحكم وتدمير بلدكم، فوق الظلم واللصوصية، وهكذا يختار العربي بين حالين اسوأ من بعضهما.
احدهما حاكم ينهب المليارات، وثانيهما حاكم ينهب المليارات فيتم التمرد عليه، فلا تعود المليارات، ولا تبقى البلد كما كانت، فتغرق في الدم والذبح والحروب، ويتم قتل الناس، وتقطيع اوصالهم، ودب الفتن في ذات البلد.
لم يتغير شيء على حال العربي، فقد ازهق الاحتلال من اروحنا ملايين الارواح، وحين قرر ان يرحل سلم هذه البلاد الى نظمة اشد ظلما، تنطق العربية، وتصلي الجمعة معنا، وتذهب الى صلاة العيد، وترتدي لباس البراءة، لكنها فعلت بنا ما لم يفعله الاحتلال.
النتيجة تقول ان العالم العربي، لن يتغير، ولا امل، الا لدى الحالمين، ولو تطلعنا الى احوال الدول العربية لوجدناها اما تحت الاحتلال مثل العراق وفلسطين، واما تحت التدويل والذبح مثل ليبيا، واما تحت الفوضى والخراب مثل سوريا واليمن، واما تحت التقسيم كما السودان.
هكذا يتم صرف انظار الناس عن الخراب الاكبر الذي حل بمصر، مثلا، بصورة الرئيس مبارك وهو في السجن، يجري ذلك باعتبار ان هذه هي جائزة ترضية الشعوب، فتصير هي القصة، فيما ننسى كل مصر التي يتم ذبحها كل يوم، لان شماتتنا بالرئيس غطت على كل شيء!.
ثارت معظم الشعوب العربية لانها مظلومة ومسحوقة ومسروقة، ومداس على كرامتها، غير ان قوى كثيرة دولية واقليمية وعربية، لن تسمح لهذه الشعوب ان تقف على قدميها، بل سيتم تدفيعها ثمن صحوتها، عبر تمزيق الدول، ودب الصراعات العائلية والمذهبية والطائفية، وافقار هذه الدول، ونهب حسابات كل رئيس مخلوع، وحرق كل بلد، لاخذ عطاءات اعماره لاحقاً، وهكذا نكتشف ان الثورات بريئة وطاهرة ومشروعة، فيما يأتي من يسرقها في وضح النهار، ليحولها الى لعنات على هذه الشعوب التي فكرت ان تصحو من غيبوبتها.
معظم العرب يجدون انفسهم اما امام حاكم ظالم ولص فيسكت عليه، واما امام التمرد عليه، فيقوم بحرق البلد والشعب، وتدمير الدولة، في مشهد مأساوي يقول ان قدر العربي ان لا يقف على قدميه، مهما ظن ان ذلك ممكن.(الدستور)