ذاهب الى دمشق

أكتب هنا بصفتي الشخصية لا بصفتي رئيسا لرابطة الكتّاب الأردنيين, و عندما قررنا, نحن أغلبية الهيئة الإدارية من تيار القدس والتيار القومي الموافقة على تسوية مع الأقلية حول الموقف من سورية, فذلك حفاظا على وحدة الرابطة مهما كان حجم الذين هددوا بالاستقالة إذا لم نتوصل الى مثل هذه التسوية ..
وقد التزمت شخصيا بذلك كرئيس للرابطة و مسؤول عن وحدتها, لكنني لم و لن ألتزم بمضمون هذه التسوية بصفتي الشخصية, ذلك أنها لم تأت أو تعكس قراءة متأنية , وفي ضوء تبن واضح للخطاب الاعلامي السائد الذي ينكر وجود أي مؤامرة أمريكية-صهيونية-نفطية على سورية و المنطقة, و السخرية من ذلك كما لو أنهم لم يشاهدوا ما حدث في العراق و ما يحدث في ليبيا من تدخل سافر للناتو.
ولأنه أيضا ليس مطلوبا شهادة من أحد لنقول لهم بعد أن تقع الفأس في الرأس (أرأيتم) و نرى الليبراليين المزعومين في سورية يوجهون طائرات الناتو كما يفعل أقرانهم في ليبيا و كما فعلوا في العراق ..
في مرة سابقة كتبت مقالا أثار زوبعة معروفة و كان تحت عنوان (كنت في دمشق) و كانت الأسباب عائلية بحت, و لكم ان تثيروا ما تشاءون من زوابع إذا كتبت قريبا مقالا تحت عنوان (ذاهب الى دمشق) و لن أكون وحدي إذا ما حلقت فوق سورية, طائرة تركية أو أطلسية و عندها لن تكون وحدة الرابطة أهم من وحدة سورية ..
وعلى الأغلب, كذلك, فإن الذين أنكروا و ينكرون المؤامرة لن يترددوا في اعتبارها تدخلا انسانيا .. فهذا ما قاله اقرانهم في ليبيا و العراق بعد العدوان عليهما فيما كانوا يسخرون من المؤامرة قبل العدوان.(العرب اليوم)