الكتائب البرتقالية

تم نشره الأربعاء 17 آب / أغسطس 2011 12:27 صباحاً
الكتائب البرتقالية
موفق محادين

في عهد الاستعمار الأوروبي القديم وعهد الاستعمار الامريكي الجديد والمحافظين الجدد, كانت الخيارات الرأسمالية العدوانية تتراوح بين الغزو العسكري المباشر وبين تسليح وتدريب قوات محلية عميلة على غرار جيوش كوريا الجنوبية وفيتنام قبل تحريرها... الخ.

ومع تفاقم الازمة الرأسمالية العالمية راحت الادارات الامريكية في فترات الليبراليين الجدد تفكر بجيوش وكتائب من نوع آخر, بدأت عملياً مع ادارة كنيدي, واستعادها كلينتون وعادت بقوة مع إدارة أوباما وملخصها تأهيل وإعداد نشطاء ليبراليين من المثقفين والشباب والنساء, وتم تأسيس صناديق لدعمهم مثل مراكز التدريب الخاصة باسم (التدريب على حقوق الانسان والاقتراع والانتخاب) ومراكز دراسات خاصة لحقوق الانسان والنساء والمثليين جنسياً والدفاع عن الصحافيين, وأخرى لتسويق أفكار (السوق الاجتماعية) أو الاهتمام بالاقليات والنقابات والاسلام السياسي... الخ وكانت حصة المثقفين والاعلاميين حصة وافرة ايضاً, مجلات, صحف, دور نشر, جوائز دولية وأخيراً الفضائيات والمنابر والمواقع الالكترونية...

وإضافة للوكالات الامريكية المتخصصة والمخابرات المركزية الامريكية وللهيئات الاوروبية, كان لمصادر الدعم النفطية ما تقدمه على هذا الصعيد منابر وصحف ومكافآت كبيرة...

وما على افراد هذه الكتائب الثقافية الاعلامية ونشطاء مراكز التمويل الاجنبي المختلفة البديلة عن وحدات التدخل السريع ومشاة البحرية الامريكية, سوى تسويق خطاب محدد, هو الخطاب الليبرالي وتفريغ الديمقراطية من أي مضمون اجتماعي يؤكد على الصراع الطبقي وفك التبعية, ويربط بين التنمية والعدالة الاجتماعية والديمقراطية في الداخل, وبين حق الأمة في النهوض والوحدة ومقارعة العدو الصهيوني...

وهو ما يفسر غياب الشعارات المعادية للامبريالية الامريكية والتطبيع عن أية نشاطات أو احتجاجات يشارك فيها الليبراليون المتحمسون لحقوق الانسان والاصلاح الديمقراطي الذي لا يقترب من القضايا الطبقية والوطنية الكبرى...

وبالمحصلة, ثمة سرايا مختلفة داخل الكتائب البرتقالية, سرية نشطاء مراكز التمويل الأجنبي, وسرية الاعلاميين في الفضائيات والصحف والمواقع الالكترونية, والسرية النسائية وسرية المظلات من (مبدعين) هبطوا فجأة على الساحة الثقافية, والسرية المالية المشتركة من الصناديق الامريكية والنفطية...

هكذا وكما ترون لكل زمن رجال فمن زمن الاستعمار المباشر وقوات الغزو أو التدخل العسكري (من ريغان الى بوش) الى زمن الاستعمار الناعم: مثقفون ونشطاء حقوق انسان مدربون عند بلاك ووتر بدون مسدسات.(العرب اليوم)

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات