«طبقة فحل».. مطلوب مزيد من الاهتمام!

ما رأيته في موقع «طبقة فحل» وهو موقع اثري مهم جدا في منطقة الاغوار الشمالية، اثار لدي الرغبة في الاتصال بوزيرة السياحة التي ردت على اتصالي فورا وقبلته برحابة صدر حين ذكرت لها ما يواجهه الموقع من غياب اهتمام وقلة خدمات... ولولا استقبال مدير الاستراحة السياحية التي ما زالت مفتوحة «ديب حسين» والذي يحفظ تاريخ المكان ويستطيع تقديمه بشكل علمي وواع لكنّا خرجنا هاربين..
لم نجد في كل منطقة الاثار الممتدة على اكثر من ثلاثين كيلو متراً مربعاً حيث المقابر والمغاور المقدسة والكنائس العديدة والحصن في اعلى التل المقابل للاستراحة.. لم نجد دورات مياه او مكانا لشرب الماء او لشراء أي حاجيات. فالمنطقة مقفرة رغم تدفق السياح الاجانب وغياب السياح العرب تماما. ورغم ان طبقة فحل هي احدى مدن الديكابولس مثل جرش وكانت احب المدن الى الاسكندر المكدوني الذي سماها باسم مسقط رأسه بيلا..
الاستراحة الواقعة على جانب الموقع الاثري كانت بنيت بمساعدة من وكالة الانماء الاميركية وفيها مطعم يملكه زيد القسوس الذي يملك ايضا مطعم واستراحة ام قيس وهو يكابد استمرار خدمتها.
لا يوجد في الموقع عن طبقة فحل واثارها أي بروشورات باي لغة ولا خرائط ولا أي معلومات مكتوبة او موزعة او صور او اقراص مدمجة يمكن ان يحصل عليها السائح...
ما عرفته ان السيد المسيح عليه السلام قد بدأ اول صوم له في احدى مغاراتها واقام فيها وانتقل منها الى جبل الطابور في الناصرة ليقف عليه. وانها كانت اول مدينة حضرية في التاريخ وقد ذُكر انها سبقت قيام اريحا وتزامنت مع بناء دمشق وان المواقع فيها منذ (10) الاف سنة وان عدد ساكنيها كانوا بعشرات الالوف... وانها كانت موقع زيارة العديد من الانبياء.
في طبقة فحل دارت معركة بين المسلمين والبيزنطيين عام 635م (13) الموافق للهجرة بقيادة ابي عبيدة عامر بن الجراح ومجموعة من قادته فاتحي الاردن وفلسطين وقد قضوا في نفس المكان الذي وقفت فيه حيث قتل الالاف من البيزنطيين بخطة محكمة استعمل فيها الماء الذي اطلق على تجمعهم من سّد في الموقع وهو الاسلوب الذي سبق فيه هذا الجيش الجيش المصري في حرب اكتوبر عام 1973 الذي استعمل نفس الاسلوب في عبور الماء!!!
جاءت فكرة زيارتي لطبقة فحل حين صليت الظهر في ضريح ابي عبيدة عامر بن الجراح في الغور واتجهنا شمالا وقد اقترح عليّ سفير سلطنة عُمان في المملكة الشيخ مسلّم البرعمي وهو مولع بالاثار الاسلامية وزيارتها ان ندخل خلف الطريق لزيارة طبقة فحل التي ازورها لاول مرة.
باختصار فاننا بحاجة الى دعم الموقع وحمايته والى الالتفات الى المواقع السياحية الاخرى الهامة على امتداد المملكة وتمكين السياح من الوصول اليها بخدمات وتسهيلات واسعة ابرزها الغاء قيود التأشيرات للعديد من الدول والتعاون بين مختلف الدوائر والاجهزة وانفاذ ما ورد في مذكرة الوزيرة ابو غزالة من اقتراحات.(الراي)