السلطان «أردوغان» الأول

نعم هذه تركيا..التي يستطيع زعيمها المنتخب أن يعبر عن مكنون قوتها الذي صادرته الهزائم والتدخلات وانقلابات العسكر..الديموقراطية هي التي تصنع القوة والا لما وضع اردوغان الذي أصبح أقوى سلاطين الدولة العثمانية الان قدمه في وجه شمعون بيريز في مؤتمر دافوس حين اعاد تعريف من هو الارهابي ومن هو القاتل في نموذج غزة التي ما زالت محاصرة رغم انتقال عدسات التصوير عن حصارها الى مواقع الربيع العربي الأخرى حيث صور القمع التي تنافس القمع الاسرائيلي..
أردوغان الذي اعاد لتركيا احترامها لنفسها وهيبتها وأصلح اقتصادها واجتماعها حين جعل العدالة ميزانها وقدم النموذج التركي الجامع بين الاصالة والمعاصرة..
أردوغان الذي يستفز الاسرائيليين أن صوره تعلق في البيوت العربية كان قادراً وفوراً على طرد السفير الاسرائيلي بعد نطق تقرير الامم المتحدة باستعمال اسرائيل القوة المفرطة ضد رسل الحرية الاتراك الذين قتلت اسرائيل ثمانية منهم واخر اميركي من اصل تركي في عرض البحر..
لم يذهب أردوغان وقيادته الى البحث عن ذريعة لابقاء السفير الاسرائيلي في بلده ولم يخضع للضغوط الهائلة الاسرائيلية والاميريكية وبعض الغربية بل وضع مصلحة الشعب التركي الذي اختاره نصب عينيه وزاد ان اعطى اسرائيل المتغطرسة التي اخذتها عزة القوة والدعم الغربي اللامحدود بالاثم درساً حين لم تعتذر ورد على غطرستها التي وصلت حدوداً غير معقولة في تعاملها مع دول المنطقة وشعوبها وحتى مع اهانتها للسفير التركي الذي اجلسته الخارجية الاسرائيلية على مقعد هابط لتتوعده باسلوب رخيص نقلت صورته وسائل الاعلام..
اسرائيل لا تفهم الا لغة القوة والمنطق عندها هو القوة ولا غيرها فقد ظلت تدير ظهرها لكل الاساليب الأخرى وها هي تصطدم الان بالصخرة التركية وها هي طاقة الديموقراطية التركية تؤتي مفاعيلها فقد فتح أردوغان باب الغرق على المصالح الاسرائيلية حين أعلن تجميد كل الاتفاقيات العسكرية والأمنية والمشتركة مع اسرائيل والتي وصلت حدود بناء تحالف استراتيجي ظل يهدد المنطقة كلها في فترات سبقت وصول حزبه الى السلطة بالانتخابات النزيهة..
اسرائيل لم تطلق سجيناً فلسطينياً واحداً ممن تزعم أنهم يهددون أمنها رغم سنوات من التفاوض والوساطات الدولية والتنازلات السياسية ولكنها في عملية «النورس» اطلقت المئات وهي مستعدة ان تطلق مقابل سجينها الوحيد «شاليط» في غزة المئات لو أنها ظفرت بصفقة مقنعة لشارعها..
اذن هل تفهم اسرائيل اللغة التركية فقط والتي على العرب أن يعودوا لتعلمها بعد سنوات طويلة فقد اصبح اليوم لها سوق وأهمية حين اصبح لها مضمون يختلف عن مضمون التتريك الذي قدمه الطورانيون في القرن قبل الماضي..
كيف لا يصعد نجم اوردغان وقد وصل الى الصومال ولم تشغله المشاغل عن جياعها العرب في حين لم يصل اي زعيم عربي وقد نافسه في ذلك الرئيس الايراني «نجادي» الذي يدرك أيضاً أن الأمم تتقدم بقدرتها على لعب الادوار وتدفن نفسها حين تتخاذل في الدفاع عن مصالحها..
لماذا علينا كعرب أن نهزم في ميادين عديدة أكثرها بفعل ايدينا وتزوير ارادتنا التي زورها الكثير من الطغاة وقد رأينا نماذجهم؟..لماذا يستطيع اوردغان ان يفعل استجابة لمصالح الاتراك وكرامتهم ولا يستطيع قادة عرب أن يفعلوا رغم ما تمارسه اسرائيل من جرائم..السؤال ليس اين السلاح وانما اين الديموقراطية التي نكتشف الان قدراتها الخارقة في تركيا..؟؟
د. فايز الربيع
الاستبداد وسقوط الطغاة
الاستبداد كلمة مستبعدة ومنفيه من دوائر المعارف وممارسوه يحرصون على أن يبقوه مصدرا يحيط به الغموض من كل جانب، وهو لغة اسم لفعل (استبد) يقوم به فاعل مستبد ليتحكم في موضوعه (المستبد) فلا بد أن يتجسد في شخص أو فئة، يقال، استبد به -انفرد به- واستبد ذهب -واستبد الأمر بفلان- غلبه فلم يقدر على ضبطه واستبد بأمره، غلب على رأيه، فهو لا يسمع الا منه والاستبداد يتم عن طريق عاقل - إما ثقة منه بالآخر- او جهلا منه في قدرته على سياسة نفسه، وعلى صعيد الاستحواذ يكون الانفراد بالشيء -امتلاكه بغير وجه حق- وعلى صعيد الفكر- الانفراد بالرأي فيما تجب المشورة فيه - وهو ما يسمى بالاستبداد الاجتماعي وإذا كان معنى الاستبداد باللغة هو الانفراد بالشيء يكون الانفراد بالحكم استبدادا به ومن هنا استعمل مصطلح (الدكتاتورية) وكلمة (الطغيان ) التي تبنى على العنف وشاعت مترادفات (الظلم والتعسف) يقول أفلاطون في كتابه الجمهورية (ان المستبد يستولى على السلطة بالقوة ويمارسها بالعنف، ثم يسعى الى التخلص من أخطر خصومه، ويكثر بالوعود ويعطي الأعطيات كي يكون محبوبا، وهو ما ينفك يفتعل الحروب ليظل الشعب بحاجة الى قائد والناس ينشغلون ولا يفكرون بالتخلص منه والحرب تساعده على تقديم مناوئيه للصفوف الأولى للتخلص منهم ويزيد من حرسه -وتسلحه - مما يتطلب نفقات طائلة ويلجأ الى نهب خزائن الشعب ويتحول الاستبداد الى متواليه لدى الجميع وهكذا مسيرة الطغاة عبر التاريخ، لم يكن لأطغى من فرعون وكل فرعون، انتهى بمأساة، ولكن بعد أن سام شعبه وانفرد، ووصل الى قوله أنا ربكم الأعلى، وهكذا كان النمرود، وفي العصر الحديث يشهد التاريخ، متوالية للسقوط بعد أن أهلك الحرث والنسل، وتتكشف المأساة ولكن بعد خراب روما، الذي وصف شعبه بالجرذان أصبح مطاردا، من زاوية الى زاوية، شعبه يبحث عنه بعد أن أجبر على التصفيق له، أصبح يبصق عليه ويبحث عنه، اموال الشعب نهبت، وسيء التصرف بها، وبدلا من ان تكون اموال شعب ومقدرات أمة أصبحت اموال فرد ومقدرات أسرة، بعض الطغاة لم يجد له ملاذا آمنا يحمي نفسه فيه، حتى أنه قد انطبق عليه قوله تعالى (لا مساس), من لم يستفد من حركة التاريخ، خانته الجغرافيا، ومن لم يتعظ بمن حوله كان عبرة لغيره، على جميع الطغاة أن يقرأوا مسيرة الاستبداد عبر التاريخ ومآلها، وعلى المنافقين الذين يصفقون فقط، ويمدحون فقط، أن يعرفوا أنهم سيتعاملون مع بشر يخطئون ويصيبون وقد قيل صديقك من صدقك لا من صدٌقك.
هند خليفات
أخت «النساء»!
هذا الصباح وصلت لقناعة أكيدة مفادها: أن وراء كل رجل «مديون» امرأة.. وراء كل رجل «مجلوط» أيضا امرأة.. ووراء كل الرجال المجانين حتما هناك قبيلة نساء.. وخـلـف هؤلاء النسـوة جميعا يوجد رجل واحد «مو مصلي ع النبي» حتما!!
إحدى القارئات الطيبات أرسلت لي رسالة مفادها ان زوجها يحضها على الا تقرأ كتاباتي، بحجة ان كتاباتي مسمومة، وأني «كاسرة»، و»مدربة النسوان»، وأني»خراب بيوت..مو عمار»، وبعد مجموعة مراسلات لهذه السيدة المحترمة اكتشفت أنها ممنوعة منذ زمن من حق تعلم السواقة، ومحرم عليها بالطلاق لو قررت يوما ان تذهب وصديقاتها للتسوق من «مول» مثلا ؛ رغم ثراء زوجها وإقتداره المالي، وقد «يُطين» عيشتها ويشتم جدها السادس عشر لو حصل وأن تراشق فنجان القهوة من يديها في اليوم الذي تخبره بفكرة من مقال، ويلومها: «أها ما أنت مش فاضية..وأنت دايرة ورى حكي نسوان!!»،،
الرجل محق نوعا ما، وصحيح اني «دوارة خراب»، لأن ما بُني على ظلم وباطل واستبداد هو خراب أصلا، وأن السقوط موعد أكيد لكل ما فسد بنيانه، ولا أنكر تهمة الأخ لأني «كاسرة» فعلا لكل ما هو خادش للأنوثة والأمومة، وانا أتشرف بتدريبي للنساء عندما أخبرتهن ذات مقال بان يجربن هذه الجملة كرد على كل يمين عربي شهير «علي الطلاق»، برد جملة قصيرة مفادها: «عليّ الخلع» !
أقاتل بقلمي في معركة خسرتها سابقا جداتي وجداتكن.. سقطن فيها عماتي وخالاتكن، وأتعمد بألمي الطهور من الحسرة على حالي وأحوالكن جميعا أيتها العربيات المطمئنات الخانعات المستكينات المستسلمات.. الراضيات المرضيات والحمقاوات بالضرورة وأنا أحمقكن قطعا!
وأعتصم اليوم أمامكن حاملة هذه الورقة اليافطة المكتوب عليها: أرفضن أن يتم وصفكن وتمجيدكن بعبارة :»أخت رجال والله»!!، فنحن فقط أخوات نساء طاهرات طيبات، ونحن حرث الطبيعة الطيب وبيدر الغلال الوفير.. ونحن الحصادات أيضا ونحن الخبازات والعجانات والمجاهدات في»تعكر مزاجكم» المفاجئ، ونحن اللواتي نطبب جروح أرواحكم ونضمدها بالحنان والرعاية، ونحن رفيقات الميزان ومقاتلات شرسات في خنادق التجاعيد، وباحثات خطيرات في أسرار الجمال، في الوقت الذي تكونون فيه تمارسون هوايتكم العتيقة بتقليب الريموت كونترول و»الأنسداح» على الصوفا بعد حمل ثقيل من «أرز ابو كأس» بالعادة!
نحن فقط أخوات النساء..وعليكم أيها الرجال خلع لازمة «أخت رجال» من عرش مفردات إطرائكم المبطن بسطوتكم وتملك رجولتكم لأي صفة وسلوك محبب يصدر من «حرمتكم» و«ضلعكم القاصر» كما في حصنكم الذكوري العربي «القاصر من المنطق»!!
فيا أخوات النساء...أضعها حلق في آذانكن:
الفردة الشمال :
حين تمنح المرأة «كفها» لرجل دون ان تعد خطوطه وتعرجاته مسبقا..تكون قد منحته «كفنها».. وعندما تهبه «شك» على بياض..حتما سيهديها «يقينا» بأنها حمقاء!
الفردة اليمين:
أن الكحل المُسال و»سخام» الماسكار المتفشية من أعينكن الدافلة.. تساوي اكثر من قيمة فراقهم بأضعاف!! أحببن قارورة عطركن لا قارورة دمعكن عليهم..كن وفيات «لماسكارتكن» لا وفيات لسكراتكن من دموعكن..أثبتن على موقفكن بالبقاء بأماكن التسوق لا تثبتن على موقفكن من البقاء على أطلالهم!!
ملاحظة: ارجو في حال تطبيق اي من النصائح اعلاه عدم ذكر اسمي مطلقا.
سامح المحاريق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بخصوص الكرامة والشعب العنيد
بعد الهزيمة في الحرب العالمية الثانية، أقدم مجموعة من القادة الألمان على الانتحار في حوادث منفصلة، أدولف هتلر لم يستطع أن ينتظر مفعول السم فأطلق النار على رأسه، جوزيف غوبلز وزير الدعاية انتحر مع زوجته بعد أن أقدما سوية على تسميم أطفالهما الستة، هينريك هيملر قائد القوات الخاصة انتحر قبل أن يمثل أمام محكمة نورمبرغ، وآخرون.
الصورة في اليابان لم تكن مختلفة كثيرا، سوى أن الانتحار كان متركزا في رجال الصف الثاني والثالث، ومن القيادة اليابانية انتحر رئيس الوزراء فوميمارو كونويي الذي فضل الموت على مصافحة الجنرال الأمريكي ماك ارثر.
في المقابل، جمال عبد الناصر، خرج لمواطنيه ليتنحى وثم تراجع أمام ما يسمى بالضغط الشعبي، ودون أن يتعلم شيئا من الدرس، أصر من جديد على أن يستبقي أنصاف الموهبين ليستشعر سلطته الكاملة وتفوقه الشخصي، وكانت النتيجة ما جرى لاحقا مع الممثل الذي ضل طريقه للحكم أنور السادات، وانفتاحه وأكروباته السياسية.
صدام حسين، تحول في أسابيع قليلة إلى كائن قادم من العصر الحجري بعد أن بذل الغالي والنفيس ليبدو في صورة الرجل القوي والمسيطر، ستالين عربي، ولكن الأخير حظي بجنازة أسطورية وبقي اسمه يثير الرعب لسنوات عديدة تبعت وفاته، بينما بقيت من صدام مجموعة صور مريرة منذ القبض عليه وحتى وصوله إلى حبل المشنقة.
القذافي، الذي سيظل مرشحا فوق العادة لاحتلال مرتبة متقدمة في قائمة أسوأ الحكام في التاريخ، مع أسرة من المرضى العقليين والشخصيات الموبوءة، من المتوقع وبعد أن خرجوا من طرابلس بصورة مذلة أن يستمروا لبعض الوقت في ممارسة طقوسهم المزعجة في التصريحات والهلوسات.
لم يقدم أحد على الانتحار في العالم العربي بسبب الهزيمة، ولم يكن أحد الخيارات المطروحة أمام المهزومين، ليس لأسباب دينية، ولكن لاختلاف واسع حول فكرة المسؤولية، فالمجتمعات العربية ليست أبوية على ما يبدو، أو بطريركية كما يفضل المثقفون أن يصفوها، وإنما هي تعتمد على فكرة ملكية الزعيم أو الرئيس لشعبه، وبقية النفس الإقطاعي الذي لم ينجح العرب كحضارة في التخلص منه، وبالتالي فإن سبب الإحساس بالعار ينتفي، فكل ما يحدث أن يخسر أحدهم ممتلكاته، وليس ذلك دافعا للانتحار.
كما أن العرب يتعاملون مع الكرامة على أساس ارتباطها بعوامل جسدية وليس معنوية أو قيمية، مثل الشرف، مع أنهم أكثر الشعوب تشدقا بمسألة الكرامة والحمية والنخوة، ويعتقدون أنها ميزة لهم عن بقية الشعوب، التي لا تشعر بالغيرة مثل العربي، علما بأن غيرة العربي هي على ممتلكاته الشخصية ذات الطابع المادي، حصرا، وليس على مسؤولياته وواجباته وحقوقه الأخرى.
الكرامة ليست إلا التعامل مع مسألة الحقوق والواجبات بمسؤولية، على المستوى الفردي، والجماعي، كما أنها ليست قيمة ذاتية في الإنسان، بمعنى أنها حق يمكن أن يدّعيه البعض دون آخرين، وإنما هي عملية تبادلية، فالشعور بالكرامة أساسا قائم على احترام الآخرين، والاقتناع بعدم المس بوجودهم أو حريتهم أو معتقداتهم، وفي هذه الحالة يمكن أن يتم استيراد وتصدير الكرامة بين الأفراد على جميع المستويات.
يمكن أن تدخل الشعوب في الهستيريا الجماعية، كما حدث في اليابان وألمانيا، ولكن مخزون الكرامة الوطني، بالمعنى السابق، أسهم فعليا في عملية استعادة المكانة، والقيام من جديد، وبقيت الشعوب العربية محلك سر.
نسرين الحمداني
رنق النساء
علمت ان الطائر لمّا يخفق بجناحيه في الهواء فيثبت لا يطير ولا يبرح.. ثم لا يرتفع ولا يسقط.. وتصل الحالة به احيانا الى الثبوت في مكانه دون رفرفة.. ان هذا «رنق الطائر « يدور في مكانه ثم يثبت فلا يتقدم ولا يرجع..! في كل الاحوال رنق الطائر حالة بيولوجية جميلة تجعل الطائر منظوراً وتمكنه من تشكيل لوحة في السماء ولو لثوانٍ رائعة تخرجه من جمالياته المألوفة... !!
السفينة ترنق عندما لاتبحر لعلها تتحضر لشيء ما..! والشمس عندما تقارب على الغروب ترنق.. تثبت في مكانها لحظات ولكن سرعان ما تغرب وكأنها تهيء نفسها لشروق الغد..!
يرنق الطائر كما الشمس.. ولكن دون حيرة، لحظات ننتظر بعدها الاستمرار كالمعتاد... الا النساء !! وما حال الارض اذا أرنقت النساء..؟!
تتشابك ايادي النساء لتشكل خطا اوله اقصى شمال الكرة الارضية واخره اقصى جنوبها.. وترى بدايته كذلك اقصى الغرب ليمتد الى اقصى الشرق.. ويكون تقاطع الخطوط مركز الارض.. ولما ترنق النساء.. أتثبت الارض..؟ ولا تثبت الارض ابدا.. عندها ما حال النساء انفسهن وما حال الدنيا بهن..؟
رنق الطائر جمال.. والشمس عظمة.. والسفينة تهيؤ.. لان الرنق لحظات مفهومة.. معروفة على الاقل التوابع محسوبة..!! الا النساء.. لن تدور الارض دورتها البشرية لانها تثبت من «رنق النساء «..!
رنق المرأة ليس حالة بيولوجية ولا فترة تحضير.. هو حيرة.. ارتباك.. انتظار.. لا تدري اتجيء ام تذهب..؟ ولا تقدر ان تتقدم ولا حتى ترجع..تردد مدمر..قد يصير توقفا لايام وسنين طويلة فتثبت في مكانها وتمنع بثبوبتها دوران الاخر !
ممنوع على النساء الرنق ممنوع ممنوع..! ايرنق القلب.. ؟!
لا تدور الارض الا بحركة النساء.. ولا يعيش الجسد إلا بنبض القلب..!
من غير المسموح ولا حتى لثوان !!
حركة النساء تقلب الاتجاهات.. لان النساء شمالا وجنوبا، شرقا وغربا هن ذاتهن، رنقهن ولو لثوانٍ يقلب وجهة الارض كاملة وقد يحجب الشمس!!!
المرأة مركز الارض ودورانها.. قلب الرجل ونبضه.. رنق الطائر والشمس وجمال الدنيا وما فيها.. اتجعلون الحيرة دربها والارتباك نهجها والتردد اسلوبها..؟ اخرجوها من حالة الرنق وادخلوها عالم الحرية..! اتركوها تعمر الارض فرحا..دفئاً.. حنانا..!
واذا احبت ان تكون كالطائر وترنق لثوانٍ فباختيارها.. لتعود وقت تشاء.
فكر المرأة يتخطى حدود اجنحة الطيور ويفوق تقنية السفن ويتخطى اشعة الشمس.. ولا تنسوا انها تقلب الاتجاهات.
لا تدور المرأة في مكانها.. لا تقدم ولا تأخر.. الا عند غياب الرجولة.
ضفاف
محمد رفيع
«أذهانٌ محتلّة..»
الحربُ حربان؛ حربٌ لكَ وحربٌ لخصمكَ، هكذا قيل قديماً. فحين تُحارب بفكرِ خصمكَ، أو بعقله، أو بنفس طريقة تفكيره، فأنت تُحارب له، والعكس بالعكس.
كثيرةٌ هي الهواجس، التي تحتلّ الأذهان والعقول، في كلّ قُطرٍ عربي، من النوايا والأطماع الصهيونية. وهو أمرٌ طبيعي، ويندرج في باب الحيطة والحذر، أما ما هو غير ذلك، فهو أن يتحوّل ذلك الحذر إلى كوابيس، تتسلّل إلى الأذهان، عند التفكير في إعادة ترتيب أيّ شيءٍ داخلي، أو عند القيام بأيّ تطويرٍ أو تحديثٍ تستلزمه طبائع الأمور وضرورات التقدّم.
ينجح العدوّ، أيُّ عدوٍّ، في تحقيق أهدافه، حين يصل إلى إحتلال الأذهان. وهو ما يحدث عادة بوسيلتين، الأولى بالهيمنة والإستلاب الثقافي، والثانية بتحوّله إلى هاجسٍ، على هيئة لعنة، تحتلّ الأذهان وفضاءات التفكير. فيحضرُ، في حياة خصومه اليومية، وهو غائب، ويُمارس تحقيق أهدافه بلا جهودٍ مباشرة.
بهاجس العدوّ المتربّص بنا، تحوّل «العدوّ..» إلى الحاضر الأبرز في معظم السياسات العربية، الداخلية منها والخارجية، وغابت عن الإهتمام معظم القضايا الأساسية في حياة الناس. فلا شيء غير العدوّ يتصدّر الإهتمام، فتحوّل الخطاب العام، سياسياً وثقافياً، إلى خطابٍ يحتلّ هاجسُ العدوّ معظم أركانه..!؟
والحال نفسه يحدثُ في الإستلاب الثقافي والمعرفي، حيث لا يكتفي العقل بالتحوّل إلى «جثّة..»، بل يستحيل إلى «ماكينة..» لإنتاج الخراب. فموت الذهن الحيّ، بما أُصيب به من احتلال ثقافي سلبي، يعني انحطاط المجتمع بأكمله، بما في ذلك انحطاط السياسة التي تغمره. فجُثّة العقل الطويلة، الممتدّة من الماء الى الماء، لن تجد، حين تصبح الأذهان محتلّة، مَن يحرص على تشريحها.
أما النابهون في السياسة، فيُحيلون تلكَ الهواجس إلى فزّاعات ومحارق، يُلوّحُ بها في الوجوه، عند أيّ تغيير حقيقيّ لا يروق لهم. فالأذهان والعقول المحتلّة، بأفكار وهواجس أعدائها، باتت صالحة لكلّ شيءٍ، سوى التفكير الواقعي ومعرفة مشكلات الناس الحقيقية. فقد امتلأت الرؤوس بـالقشّ القذر، واختفت الرؤوس المشتعلة بـالأفكار والأحلام والآمال العظام، في حياة مجتمعاتنا. وانزوت بعيداً أدوارُ مَن هم معنيون بإثارة أسئلة التنوير والتطوير الفعلي وإعلاء القيم النبيلة، وبحمل رسالة وفلسفة تسبق الرأي العام. أما رجل الشارع، والقارئ العادي، فقد وصل إلى مرحلةٍ بات يشعر فيها بأن مَن يكتبون له ليسوا بأفضل منه في معارفهم. فكان من الطبيعي أن تتزاحم، في حياة الأمة الضائعة، مفاهيم الثقافة الخاوية، أو للدقّة قُل المحتلّة أذهانها بأفكار خصومها وهواجس الخوف منهم.
لا يُراكم الخراب إلاّ خراباً. حتى وإن بدا بعض هذا الخراب متماسكاً، كطوب بناء، وشيّدوا منه بيوتاً متلاصقة أو فوق بعضها. فالشتاء العادي، والمحن والأزمات المتكرّرة في حياة الأمم، قادرة على إزالة أي طلاء، عن واجهات البيوت، ومهما بدا ذلك الطلاء وهّاجاً..!؟. ذلكَ أنّنا، ومنذ أن سكنتنا هواجس العدوّ، أُحتلّت أذهاننا، فراكمنا جهاز مفاهيم مدجّجٍ بالمخاوف. جهازُ مفاهيمٍ هائل، لا يعني في دلالاته شيئاً، سوى الثرثرة ولوْكِ الألفاظ بلا معانيها الحقيقية..!؟
د. هايل ودعان الدعجة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التعديلات الدستورية تمهّد لدخول مرحلة جديدة
تمثل عملية اطلاق التعديلات الدستورية التي انطوت عليها توصيات اللجنة الملكية المكلفة بمراجعة نصوص الدستور، علامة فارقة وعقدا اجتماعيا جديدا اساسه ترسيخ التوازن بين السلطات وتفعيل المشاركة الشعبية في عملية صنع القرار وبما يعزز من استقلال المؤسسة القضائية، ويمكّن السلطة التشريعية من اثبات وجودها كمؤسسة دستورية في النظام السياسي الاردني لها مكانتها ودورها في التشريع ومتابعة اعمال الحكومة ومراقبة ادائها. ما يؤكد اننا امام لحظة تاريخية تشهد تجديدا في آليات ادارة شؤون الدولة، حيث طالت التعديلات مفاصل اساسية وجوهرية في بنية النظام السياسي تمهيدا لدخول الاردن مرحلة سياسية جديدة والنهوض بالعمل السياسي المؤسسي من خلال تفعيل مواد الدستور التي لها علاقة بالحقوق والحريات العامة انسجاما مع المعايير الدولية. حيث انطوت التوجيهات الملكية على برنامج زمني محدد وفترات زمنية محددة لانجاز المشروع الاصلاحي في اشارة الى الرغبة الملكية في تسريع وتيرة الاصلاح. اضافة الى مطالبة جلالة الملك عبد الله الثاني الفعاليات الشبابية والحزبية والنقابية والمجتمعية بالمشاركة في العملية الاصلاحية وتحويلها الى برنامج عمل.
من هنا بات يشهد الاردن ورشات عمل سياسية تعمد الى تدشين البناء الوطني الاصلاحي عبر ترجمة مخرجات وتوصيات لجنتي مراجعة نصوص الدستور والحوار الوطني الى ادوات وتشريعات قانونية ناظمة للحياة السياسية في الاردن في تأكيد على وجود نوايا اصلاحية حقيقية وفقا لمرجعية دستورية ومؤسسية يعول عليها كثيرا في تنظيم وتفعيل الحراك الاصلاحي الشعبي والرسمي ومأسسته بصورة اكثر حضارية واكثر ديمقراطية. حيث عبر جلالة الملك عبدالله الثاني في الكلمة التي القاها خلال حفل تسلم جلالته توصيات لجنة مراجعة الدستور، عن امله بان يتحول الحراك الشعبي الوطني في ظل هذا الفضاء الدستوري الرحب الى عمل مؤسسي ومشاركة شعبية فاعلة في التشريع وتشكيل الحكومات حتى نخرج من دائرة رفع الشعارات الى توفير القنوات لممارستها باعتبارها حزبية او نقابية او شبابية، وفي اطار عملية سياسية مؤسسية تحترم تداول الحكومات من خلال حكومات برلمانية، وعبر عملية انتخابية عصرية على اساس احزاب ذات برامج وطنية.
ان النظرة الاستشرافية المستقبلية التي تتحلى بها القيادة الهاشمية الملهمة، بما هي تشخيص واستشعار بمتطلبات المستقبل وادواته ومقوماته، مكنت هذه القيادة الحكيمة من رسم معالم خارطة طريق اردنية اصلاحية كفيلة بالانتقال بالاردن نحو هذا المستقبل، وتمكينه من مواكبة التطورات والمستجدات بكل ثقة وثبات. وما احتلال موضوع الاصلاح الاهمية والاولوية على الاجندة الملكية، وعلى اجندة المشهد الوطني، الا الترجمة العملية لهذا الحس القيادي الملهم، بصورة اكدت بعد نظر قيادتنا الهاشمية وبصيرتها الثاقبة وهي تأخذ باعتبارها هذا الموضوع الحيوي والهام، وتصر على تكريسه نهجا ديمقراطيا في مسيرتنا الوطنية وترجمته الى واقع ملموس.(الرأي)