زياد العناني

العجارمة, ليست قبيلة العسكر وناعور وحسبان والكفافي الحمر, وحسب, فقد كان شيخها, صايل الشهوان, ثاني شهيد اردني في معركة الاستقلال عن الاستعمار البريطاني 1923 ، وكان استشهاده حادثة ملحمية بحد ذاتها تذكرنا بآخر ابطال الهنود الحمر ضد الاستعمار الامريكي: فارس يمتطي صهوة جواد اسود يطلق النار من بندقية قديمة على رتل من الجنود المتحصنين خلف متاريس او عربة عسكرية ولا يسقط إلا مغربلا بالرصاص .. ولم يسبقه الا الشيخ كايد مفلح العبيدات - شيخ مشايخ قبائل الشمال حين قاد مجموعة من المتطوعين الاردنيين وهاجم الوحدات العسكرية البريطانية في سمخ 1920 حيث استشهد هناك.
اضافة للشيخ الشهيد صايل, ثمة اسماء من هذه القبيلة اكدت نفسها في الساحة الادبية مثل فادية الفقير وهزاع البراري وزياد العناني روائيان وشاعر, فأما الشاعر زياد العناني فقد اعلن في دواوينه ومجموعاته الشعرية عما ينتظره وداهمه ليلة القدر, غبار يغشى الرأس ويحجب الرؤية عن الدماغ مثل عشب بري حيث تولد القصائد. فما من مجموعة شعرية للعناني تجنبت"زهو الفاعل" عنوان ديوانه الاخير الذي جاء بعد عناوين لا تكترث لقدر اسود لا محاله ..
خزانة الأسف, كمائن طويلة الاجل, مرضى بطول البال, تسمية الدموع ... من خزانة الأسف"هذا العالم معركة, دامية ونساء يجتزن يدي"."يجلس على كرسي الاوجاع على اقدام العجلات وحيدا ولا أمسك في خيط الفرحة إلا وتموت. لا أمسك آنية إلا وانكسرت".
ومن ديوان مرضى بطول البال"اكثر من خوف قد مر على قلبي""آه من يدي المعطلة .. هذا سبيلي كسبيل من يذهب الناس الى جواره مسرعين" ومن ديوان (تسمية الدموع)"طيري يحوم لا غصن ولا عش ولا شجرة ...".
مقابل هذا العالم, اذكر الصديق المبدع وهو على سرير الشفاء بما كتبه لي ذات مرة في خزانة الأسف"ما علينا ما دامت الانفاس ساخنة" وما كتبه في ديوان تسمية الدموع"على الاقل ..روحي معي وبسمة الممرضة" و"الآن اضع يدي في يد الحياة .. الآن" الآن أيها الصديق .(العرب اليوم)