الحكومة للشعب: مخلفك وناسيك?

بدأت الحكومة حملة جديدة بهدف شرح عبء الدعم المالي الذي تقدمه لبعض السلع, وهي بالتدريج غير الممل تحاول تحقيق أوسع قدر ممكن من القناعة بضرورة رفع هذا الدعم, وهو سلوك سبق وأن اتبعته حكومات سابقة في حالات مماثلة.
إنها في الواقع حملة "محاتفة" حكومية واسعة على مستوى شعبي, وهي "محاتفة" كاملة المواصفات, رغم أنها تتخذ صيغاً معاصرة مثل الإحصاءات والأرقام والمعادلات والتوقعات والحسابات الدقيقة وتصريحات وشهادات الخبراء المحليين والدوليين.
تقدم الحكومات نفسها لشعبها على أنها "تصرف عليه", وأن من حقها التحكم بطرق المصروف وبكمياته, مع أن الشعب في كل أنحاء الدنيا هو الذي يصرف على الحكومات من الناحية الفعلية.
تأتي موارد الخزينة (الحكومة) إما من الضرائب والرسوم وهذه تجبى مباشرة من جيوب المواطنين, أو من الديون وهذه تسجل على جيوب المواطنين, أو من المساعدات والمنح الخارجية وهذه أيضاً تقيد في سجل غير مالي على المواطنين الذين عليهم أن يسددوها سواء على شكل كرامة مهدورة أو تقديم طاعة سياسية أو أداء طقوس معينة من المهانة من مختلف الأصناف على المستويين الرسمي والأهلي.
الحكومات "تحاتف" الشعب عند الجباية وعند الإنفاق, وهي تقيم الدنيا عندما يحاول أحد السؤال والتدقيق في إنفاقها وهدرها. وهذا وقت مناسب للمطالبة بإضافة الحق في "المحاتفة" إلى قائمة حقوق الانسان تحت شعار: "الشعب يريد محاتفة الحكومة".(العرب اليوم)