علينا ألا نتصرف بهشاشة

روت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية،بعضاً مما جاء في حلقة نقاشية في اسرائيل،واذ يقول «عوزي دايان» ان الحل بالنسبة للفلسطينيين،هو في اقامة مملكة هاشمية فلسطينية،تعرف ان هؤلاء يعيشون في عالم اخر،ويبحثون عن مخرج لكل ازماتهم.
«عوزي دايان» العضو السابق في حزب الليكود و رئيس مجلس الأمن القومي قال في حلقة نقاش حول «إعلان وإقامة الدولة الفلسطينية»،وأثره على عملية السلام في الشرق الأوسط خلال مؤتمر في المعهد الدولي لمكافحة الإرهاب»: إذا اعترفت الأمم المتحدة بدولة فلسطينية فهذا يعني أن اتفاقية أوسلو قد فشلت،ولا يوجد عملية سلام؛ الأمر الذي يجعل إسرائيل تواجه واقعاً جديداً».
صحيفة «هآرتس» نسبت الى دايان قوله»: إن أفضل حل هو إقامة المملكة الهاشمية الفلسطينية برئاسة ملك الأردن وعاصمتها عمان و تتضمن ثلاث مقاطعات:المملكة الحالية من الأردن،الضفة الغربية،و قطاع غزة»، هكذا فاجأ دايان الجمهور بإعلانه أن الأردن يجب أن يكون الدولة الفلسطينية»!.
وفقاً للصحيفة فقد وصل المشاركون الى 250 شخصاً،وكان هنالك مسؤول أردني نقل أقوال دايان لعمان،مثلما تعرف عمان طبيعة المخططات الشبيهة،وميول الاسرائيليين الذين يرون في الاردن،حلا للقضية الفلسطينية.
الملك ذاته خرج قبل ايام وتحدث بصراحة غير مسبوقة،ولاول مرة يتم التهديد بالجيش في حال حاولت اسرائيل فرض حل سياسي وسكاني على الاردن،تحت مسمى الوطن البديل،وتهديد الملك لم يأت من فراغ،وهي اول مرة يتم فيها رفع منسوب الكلام الحاد بهذه الطريقة،وهذا يقول ان هناك شيئاً ما لانعرف تفاصيله دفع الملك الى هذا الكلام.
قال الملك: إن لدينا جيشاً وسندافع عن انفسنا،وبدت لغته غاضبة الى حد كبير،اذ قال: إن المستقبل للاردن ولفلسطين،وإن اسرائيل في اسوأ اوضاعها.
مجرد ان يأتي عبقري اسرائيلي،ويقول انه يعتقد ان حل قضية فلسطين سيكون في الاردن،فهذا لايعني ان هذه نهاية القصة،ولايعني ايضا ان نقف على قدم واحدة من الذعر؛لأن اسرائيل ليست آلهة تقرر كما تشاء،وشعوب هذه المنطقة ستقابل مخططاتها بالورد والياسمين.
مشاريع مراكز الافكار الاسرائيلية والموساد وعقول التخطيط للمستقبل،كثيرة،بشأن وضع فلسطين،من بين ذلك طرد فلسطينيي الثمانية والاربعين الى الضفة،او طرد الجميع الى الاردن،الى ان تصل حد طرد أهل الاردن وفلسطين،الى مناطق غرب العراق.
كلما عاقر اسرائيلي فكرة،خرج علينا بها،اعلامياً او سياسياً،بدا التحسس بأعلى درجاته هنا في عمان،وهذا ماتريده اسرائيل بث الرعب والذعر والسوداوية النفسية بيننا،واثارة الشكوك بين مختلف مكونات مجتمعنا،وهكذا علينا ان نفهم معنى الهوية الاردنية الجامعة التي اشار اليها الملك،وان نفهم ان المشترك بين الجميع هو سر مواجهة اي مؤامرات على البلد،وعلى فلسطين ايضاً.
اسرائيل تحلم،لانها تظن ان بإمكانها ان تعيد رسم المنطقة كما تريد،وهي لاتتعلم من دروس طرد دبلوماسييها وخروجهم من تركيا ومصر والاردن،وكل موجات العداء لهم التي تعاظمت في السنوات الاخيرة.
فوق ذلك تتصرف بعض العقول الاسرائيلية،باعتبار ان كل شيء بيدهم،وانهم لو قرروا غداً تحميل الناس في شاحنات في فلسطين المحتلة عام ثمانية واربعين،فهم سينصاعون،وينفذون الرغبة الاسرائيلية،وهذا وهم كبير،لاننا رأينا حتى اهل الضفة الغربية وغزة لايتركون بيوتهم،لا تحت القتل ولا القصف.
دعونا لانتصرف بهشاشة،كما هشاشة العظام،وان لانسمح بتصدير ازمة اسرائيل الى داخل البلد وبنيانه الداخلي،وهذا لايكون الا بتعظيم المشترك،وتوحيد العناوين،والتخلي عن الفكرة التي تريدها اسرائيل.فكرة فريق يواجه فريقا آخر،فهذا كل ما يريدونه هنا.
كل مايريده الاسرائيليون هو جعل العداوة بيننا وحدنا،لا بيننا وبينهم!(الدستور)