كهربني وأنا اغسل لك

بحسب احصاءات مؤكدة, يرتفع الطلب على الكهرباء في الاردن بنسبة تصل الى 8% سنوياً, وهي تعادل ثلاثة اضعاف النسبة العالمية, كما تزيد كثيراً عن نسبة النمو السكاني في الاردن.
في مسرحية "حقاً انها عائلة محترمة" التي لا تزال تعرض بين فترة وأخرى, وعندما كان الفنان فؤاد المهندس يبحث عن حجة لكي يتمكن من الافلات من الفنانة شويكار التي كانت تلح على طلب الزواج منه, قال لها: "لا يوجد في بيتي ثلاجة على الكهرباء", فردت عليه فوراً: "كهربني وانا اغسل لك".
إذا عممنا معنى كلمة "كهربني" الواردة على لسان شويكار, اي اذا تجاوزنا المعنى المباشر ل¯"الكهربة" الذي تذهب اليه اذهاننا كلما شاهدنا واستمعنا الى تلك المسرحية, فسوف يمكننا الاستنتاج ان المنطق الكامن في هذا المقطع من الحوار يصلح لتفسير وحل جزء كبير من مشكلة استهلاك الطاقة على مستوى الاسر.
إن كثيراً من استهلاك الكهرباء وخاصة في بيوت المقتدرين يعود الى كثرة الادوات الكهربائية التي صارت تغطي اغلب الاعمال المنزلية التي يمكن ان تجرى يدوياً. ولسوء الحظ, فإن الرجل الذي يستطيع شراء اداة كهربائية بسهولة, قد لا يستطيع ان "يكهرب" بذات السهولة.
وعند التدقيق في قرارات شراء هذه الادوات سيتبين ان عنصر "التفشيش" يكمن وراء اغلبها, وبمزيد من التدقيق سوف يتبين ان السبب الفعلي لاغلب حالات "التفشيش" هو قلة "الكهربة" بالمعنى الواسع للكلمة الذي قد يشمل لكنه يتجاوز ما ذهبت اليه شويكار, وهذا بالمحصلة ما يقود في النهاية الى زيادة استهلاك الكهرباء.(العرب اليوم)