لماذا هبطت بورصات العالم؟

يظن البعض أن هبوط الأسـعار في بورصة عمان خلال الشهور الثمانية الأولى من هذه السنة بنسبة 13% ظاهرة خاصة بالأردن ، وأنها عائـدة لأسـباب محلية ، لكن الواقع أن هبـوط الأسعار يشـمل جميع بورصات العالم بنسب متفاوتة.
في أميركا كان الانخفاض بمعدل 1ر3% ، وفي اليابان 7ر12% ، وفي الصين 17% ، وفي الهند 7ر18% ، وفي استراليا 5ر21% ، وفي ألمانيا 3ر16% ، وفي تركيا 18% ، وفي مصر 5ر34%. وليس على جدول بورصات العالم ارتفاع سوى في إندونيسيا وتايلاند (راجع قائمة الأسواق المالية في مجلة الإكونومست).
ُيعيد البعض هـذا الهبوط الشامل إلى حالـة الركود في الاقتصاد العالمي ولكن ، إذا كان الأمر كذلك ، فلماذا تنخفض أسعار الأسـهم في الصين التي تنمو بمعـدل 9% وهو أعلى معدل نمو اقتصادي في العالم ، أو في الهنـد التي تنمو بنسبة 2ر7% وهي ثاني أعلى نسبة نمو ، أو في البرازيل التي تشـهد ازدهاراً اقتصادياً وتنمو بمعدل 4%.
إذا استبعدنا تدني النمو الاقتصادي كسبب رئيسي لما يحدث في بورصات العالم ، فإننا نجـد أن معظـم العوامل الأخرى كان يجب أن تعطـي نتائج معاكسة:
التخوف من ارتفاع التضخـم يجب أن يرفع أسـعار الأسهم لأن الشركات تمثل موجودات حقيقيـة محمية من التضخـم.
سعر الفائدة على معظم عملات العالم يشـهد أدنى مستوى له منذ عشرات السنوات ، الأمر الذي كان يجب أن يرفع أسعار الأسهم ، لأن عوائدهـا تفوق الفوائد التي يمكن أن تجنيها الودائع.
اهتزاز الثقة بالعملات الورقية كالدولار الأميركي واليورو الأوروبي والين الياباني ، يجب أن يؤدي إلى تحويل السيولة إلى استثمارات تزيد الطلب على الأسهم وترفع أسعارها.
كل العوامل الاقتصادية والنقديـة المؤثرة تدفـع باتجاه زيادة الطلب على الاستثمار في أسهم الشركات ، وبالتالي رفع أسعارها. والنتيجة أن الأسهم تتداول حالياً في البورصات العالمية ، ومنهـا بورصة عمان ، بأقل من قيمتها الحقيقية ، أي أن هناك مبالغة في الانخفاض لا بد أن تكون مؤقتة ، لأن العوامل الحقيقية لا بد أن تأخذ دورها وتحقق نتائجها ولو بعد حين.
الخط البياني لأسعار الأسهم يتذبذب الآن في قاع المنحنى. والاتجاه القادم هو الارتفاع بشكل ملموس.(الرأي)