(اللي ما له حظ) لا يعتصم ولا يتظاهر

كان على الأطراف ذات العلاقة بالعملية التعليمية في الأردن أن تشعر بقدر كبير من الحياء وهي تنظر إلى قائمة الطلاب المقبولين في الجامعات من المدارس الأقل حظاً, وبالذات عندما تنظر إلى التوزيع الجغرافي لمدارسهم التي تشمل على وجه الخصوص مدارس البادية شمالاً وجنوباً ووسطاً كما تشمل مدارس تقع في قرى عدد من المحافظات البعيدة عن المركز.
في الواقع لم تكتف هذه الجهات بقلة الشعور بالحياء بل هي أيضاً "تفعل ما تشاء" كما تقول العبارة الشهيرة, لقد اختارت هذه السنة البدء بتنفيذ شرط جديد لاستكمال التسجيل في الجامعات بالنسبة لهؤلاء الطلاب, وهو شرط توقيع كل منهم على تعهد بعدم ممارسة النشاط السياسي والاشتراك بالاعتصامات والمسيرات.
خلف هذه الخطوة تكمن فكرة رديئة تنموياً وثقافياً وأخلاقياً. كيف يتم تطبيق شرط خاص على فئة محددة من الطلبة بسبب فقرهم أو فقر مدارسهم?
في أحسن الأحوال, ربما يرى صاحب القرار في النشاط السياسي شكلاً من أشكال "البطر" أو "الهمالة", ولهذا هو يريد أن يحمي هؤلاء الطلبة من شرور هذا النشاط. ولكن الأمر قد لا يتوقف هنا, فبحسب تاريخ التعامل مع المبعوثين إلى الجامعات, هناك ما يشير إلى أن الجهات الرسمية ترى نفسها صاحبة أفضال, فلولا كرمها ما كان لأبناء المناطق الفقيرة أن يدخلوا الجامعات, ولهذا فهي تريد أن تقبض الثمن منهم مسبقاً وأثناء الدراسة, من خلال دفعهم لكي يكونوا جسماً سياسياً طلابياً رديفاً للسياسات داخل الجامعات وخارجها.
هذا التفسير مسنود بوقائع سابقة, وهو إذا صح هذه المرة يثبت أن صاحب القرار يجهل المزاج السياسي السائد حالياً في المواقع الأقل حظاً التي قدم منه هؤلاء الطلبة على وجه التحديد.(العرب اليوم)