تجميد قانون الدّيْن العام

تم نشره الثلاثاء 27 أيلول / سبتمبر 2011 02:02 صباحاً
تجميد قانون الدّيْن العام
فهد الفانك

في عـددها الصادر يوم 25/9/2011 كشفت صحيفـة (الغد) عن سر مالي يناهز عمره سنتين، وهو قرار من مجلس الوزراء اتخذ في مطلع عام 2009 بتأجيل العمل بقانون الدين العام الذي يحدد سـقفاً للمديونية عند 60% من الناتج المحلي الإجمالي.

عندما جـاء الدكتور محمد أبو حمـور وزيراً للمالية في حكومة الرفاعي، كانت لديه خطة مسبقة للتوسع في الاقتراض وتراكم الديون وخـرق السقف القانوني للمديونية، ولذلك تقدم في الأيام الأولى من دخول الوزارة بتنسيب لمجلس الوزراء لتأجيل العمل بقانون الدين العام، الذي كان ساري المفعول بقرار من حكومة الذهبي، وبالتالي لم يعد موضوعاً للتأجيل.

قرار التأجيل حتى إِشعار آخـر، الذي اتخذته حكومة الرفاعي نشر في الجريدة الرسمية التي لا يقـرأها المواطنون، ولكنه بقي سـراً مكتوماً، ومنذ ذلك الحين ونحن وغيرنا نكتب ونحذر من خطر تضخـم المديونية، وضد تجاوز السقف القانوني البالغ 60% من الناتج المحلي الإجمالي، دون أن يكشف وزيـر المالية الحقيقـة مع أنه اعتاد أن يرد على انتقاداتنـا للسياسة المالية يوماً بيوم، وذلك لإبقاء الموضوع سـراً!

الخطة المالية للدولة إذن هي عدم التقيد بسقف للمديونية على قاعدة: اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب، وهي قاعدة جرى تطبيقها في ثمانينات القرن الماضي، حيث اقترضت الحكومات وصرفت ما في الجيب فلم يأت ِ سوى صندوق النقد الدولي وشروطه.

في عصر الشـفافية والانفتـاح، كيف يمكن التسـتر على إجراء مالي كهذا، يلغي حـدود المديونية، ولا يعلم به أحـد، ويجهد المعلقون والمحللون أنفسـهم وهم يعالجون الموضوع دون أن يطلع عليهم الوزير بالحقيقة وأنه ليس هناك قانون للدين العام ولا سـقف للمديونية، وأنه سيواصل البحث عن كل مصادر الاقتراض المحلية والدولية، التقليدية منها والإسلامية، بشكل سـندات أو صكـوك أو أي أسـلوب آخر من شـأنه إغراق البلد في المديونيـة.

بهذه الخطـة المالية التي اعتمدت، نفهـم لماذا يتم رسم وتنفيذ الموازنة العامة خلال السنتين الأخيرتين بحيث تنخفض تغطية نفقات الدولة الجارية من الإيرادات المحلية وتعتمـد الحكومة في دفـع رواتب الموظفين على المنح الخارجية، ووداعاً للاكتفـاء الذاتي والاعتماد على النفس.(الرأي)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات