عن مؤتمر العقبة الاقتصادي؟

تستأنف العقبة اقلاعها على شكل تجديد نشاطها الاقتصادي الذي اصابه الخدر نتيجة ظروف ذاتية وموضوعية , وتلتقط الحكومة هذه الحاجة وتدرك ان خيار العقبة منطقة اقتصادية خاصة هو خيار صائب لا بديل له وان التشكيك فيه او محاولة الابطاء عن مواصلة دعمه سيكون له عواقب اقتصادية وخيمة وان المنطق يقتضي الدفع بهذا المشروع الوطني الكبير للأمام وتسخير طاقات اقتصادية وسياسية لخدمته وجذب المستثمرين له والدفاع عن ما انجز فيه وهو كثير وعوائده ما زالت تتالى..
امس كنا في مؤتمر العقبة الاقتصادي الثاني الذي عقدته وزارة السياحة وغرفة تجارة العقبة تحت عنوان «نحو الابداع والادارة في الاستثمار السياحي» ومن اجل تكريس نتائج افضل لاختيار العقبة مدينة السياحة العربية للعام 2011 حتى وان جاء العمل لهذه المناسبة متأخراً فالاصل ان يبدأ ذلك بداية العام ليكون الحصاد وفيرا وليس مع نهاية هذا العام الذي لم يتبق منه الا ثلاثة اشهر..
المؤتمر مفيد لجهة انه شكل تظاهرة اقتصادية ثقافية سياحية اجتماعية وقد جاءته وفود عديدة من المملكة العربية السعودية والامارات وعمان والكويت والبحرين ومصر وقد رعاه رئيس الوزراء الدكتور معروف البخيت ممثلا لجلالة الملك وقد اعطت اللقاءات الجانبية وتوقيع اتفاقيات سياحية مثلتها الوزيرة النشيطة الدكتورة هيفاء ابو غزالة وزيرة السياحة مع معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة وزيرة الثقافة في مملكة البحرين زخماً اضافياً لما ستكون عليه الاتفاقيات اللاحقة التي ستوقع بعد المؤتمر..
ورغم الظروف الاقتصادية الصعبة فإننا نتطلع الى انطلاقة جديدة لمنطقة العقبة الخاصة التي وضعت الان تصورات جديدة لمعاودة الانطلاقة كما عبر عن ذلك رئيس سلطة المنطقة المهندس عيسى أيوب وكما جاء في أوراق رئيس شركة تطوير العقبة محمد الترك في مداخلته التي جرى الانتباه اليها وهي تؤشر لمسائل محددة..
كان الوزير السابق للسياحة والامين العام لمنظمة الامم المتحدة للسياحة العالمية الدكتور طالب الرفاعي قد أعاد رسم امكانية النفاذ الاقتصادي والاجتماعي للمجتمعات الفقيرة والمتطلعة للتطوير من خلال السياحة باعتبارها مورداً لا ينضب ويغطي مساحات أفقية عريضة من التشغيل.
نعم العقبة بيئة سياحية في الدرجة الأولى وهي توازي قدرة عمان في الخدمة لهذا الشكل من النشاط فقد استطاع فندق الانتركونتيننتال بخدماته المميزة ان يوفر أجواء من الخدمة في الاستقبال والاتصال ما جعل المؤتمر ناجحاً وقادراً على ان يبني الاطار العام لما يمكن ان تترتب عليه اللقاءات التي حدثت..
كنت أتمنى ان توزع الاوراق والجلسات على يومين حتى لا تشهد هذا التحشيد الكثيف وكثرة المتحدثين ولكن الاختصار كان يريد خدمة المشتركين في التسهيل عليهم، كم كنت أتمنى أن تكون هناك جهات اجنبية أوروبية أو اميركية مشاركة بشكل اوسع وان تتنوع المشاركة العربية وان لا يكون المؤتمر منقطع السياق او على شكل تظاهرة وانما اطار لمشاريع جرى دراستها وحان وقت اقامتها..
ومع كل ذلك فإن من الضرورة وسط مناخات وظروف الربيع العربي ان تلتقط وزارة السياحة والحكومة بشكل عام اهمية بعث النشاط الاقتصادي في العقبة مستثمرة تسمية العقبة مدينة للسياحة العربية حتى لا تمر هذه المناسبة مرور الكرام، وكل جهة تنظر الى الاخرى ماذا قدمت ونجد ان المناسبة قد مرت دون فعل مناسب..
يمكننا ان نبدأ الان وان لا نتوقف مع بداية العام الجديد وان نمدد للعقبة عامها السياحي العربي ونضيف اليه بعداً اردنياً من ثقافة واقتصاد وايضا بعدا دوليا يسوق العقبة بما فيها من منتجات سياحية ما زلنا عاجزين عن تسويقها او الانتفاع منها او ترجمتها اقتصاديا.فلدينا في السياحة ما هو اهم من النفط كما قال سلطان ماليزيا حين زار البتراء معلقا على ذلك، وما زالت كلمات السلطان غزلان ترن في اذني فقد سمعتها منه مباشرة بحضور وزير السياحة انذاك الدكتور محمد العدوان.(الرأي)