الغاضبون في الغرب والشرق

التحركات الشعبية الغاضبة الجارية حالياً في اوروبا وأمريكا تطالب بالعدالة الاجتماعية وبتوفير فرص العمل ووقف سياسات التقشف التي تضر بالفقراء من دون الاغنياء, والتحركات بالاجمال تستهدف جشع الرأسمالية.
أما التحركات الشعبية في بلادنا فتطالب بالاصلاحات والديمقراطية السياسية, وفي الاثناء يجري التعامل مع مطلب العدالة الاجتماعية باعتباره مطلباً من الدرجة الثانية.
في الغرب يتمتع الناس عموماً بالجهتين: الثروة والديمقراطية, والان هناك نقص في الثروة مع بقاء الديمقراطية على حالها, وهو ما لم يعجبهم ولذلك يتحركون ويثورون.
هذا يعني ان الديمقراطية وحدها لا تكفي ولا ترضي الطموح, ولذلك فإن على قيادات التحركات العربية ومن بينها الاردنية, الذين يتحدثون بشيء من الفخر عن ان الثورات العربية ليست ثورات فقراء وأن قصتها ليست متعلقة بلقمة الخبز, وانها ثورات ذات هدف "أسمى" وأعلى شأناً يتعلق بالاصلاح والديمقراطية... عليهم ان ينتبهوا, فالفقر جدير بالثورة مثله مثل الديمقراطية, او ربما سابق عليها.
في الحركة الشعبية الاردنية, نكاد نلمح فصلا بين المستويين, فالمحتجون قد يخرجون معاً او متجاورين الى الشارع, وكلهم يقولون انهم يحتجون على "الاوضاع", وعند البحث عن معنى كلمة "أوضاع", ستلاحظ الفرق بين نخبة توجه انظارها الى الاصلاح السياسي بشتى معانيه, وبين جمهور يستهدف العدالة الاجتماعية بشتى معانيها ايضاً.
سيحتج منتمون الى فريق النخبة بالقول انهم يطرحون كل انواع المطالب, وهذا صحيح غير انه يندرج عادة في سياق تكتيك النخبة.(العرب اليوم)