«بودي غارد» المطار

تسافر قبل ايام،وتكتشف كما كل مرة،ان من في مطار الملكة علياء،في واد،والعالم في واد اخر،لانهم لايريدون ان يفهموا ان الوظيفة في المطار،تؤثر على سمعة بلد بأكمله.
اذ تدخل الى المطار،وتضع حقيبتك على جهاز التفتيش،تسمع الشباب يضحكون بصوت عال وهستيري قبل ايام،على خادمة اندونيسية،لانها مرت من جهاز التفتيش وبقي يعطي مؤشراً على وجود معدن،فيقترحون وضع الخادمة وتمريرها داخل جهاز تفتيش الحقائب،للبحث عن المعدن المريب!.
تضطرب الفتاة،وتشعر بالاهانة الشديدة لانها لا تفهم لماذا يضحكون عليها،ولاننا نظن ان العالم لا قيمة له،واننا فوق البشر؟!.
يأتيك احدهم ويهمس انه اذا كان معك وزن زائد فيمكنه تدبير مرور الوزن شريطة اكرامه،وقد قيل مراراً ان هناك شبكات مخفية في المطار بين بعض الموظفين وبعض العمال،يقومون عبرها بتوزيع المنافع المالية،وتمرير بعض القضايا،مثل الوزن الزائد!.
اذ تعود الى عمان،ورحلتك على ماهو مفترض يجب ان ُتكمل مشوارها الى بيروت،وفيها ركاب سيبقون في الطائرة،للسفر الى لبنان،فتخرج من باب الطائرة وتفاجأ بموظف مدني ،طوله متران يغلق باب الطائرة،باعتباره "بودي جارد" المطار.
يسأل الركاب بنترة عجيبة،وفوقية غريبة،عن وجهته الاخيرة(عمان ام بيروت) فيسد الافق باغلاقه باب الطائرة بجسده،فيخنق انفاسك،وتكاد ان تطلب منه،ان ينزل عن ظهورنا بعد سفر مرهق امتد ساعات طويلة،وامام مشهد يشي بأنك في طابور تفتيش مدرسي.
تحمل حقيبتك،وتخرج فتمررها من جهاز التفتيش لغايات الجمرك،ولان الجهاز يستخدم الاسطوانات لتمرير الحقيبة،فتعلق عجلات حقيبتك بين الاسطوانات فتتكسر،فتحظى ب(جحرة حمراء)من الموظفين،لان الحق على الحقيبة،وليس على اسطوانات الجهاز.!.
تذهب الى تكسيات المطار،واذا سكنت عند ضواحي العاصمة،وبينك وبين اول متر من البلقاء او الزرقاء،متر اخر،فيتم جلدك باحتساب اجرة المحافظة الأبعد،لان الهدف هو جمع المال،فيما يتواطأ السمسار مع بعض السائقين لتنفيذ هذه اللعبة.
المطار بحاجة الى جردة حساب،وهذا قليل من كثير،ولابد من فتح العيون على كل ما فيه،دون ان ننكر هنا،انه حظي بتحسينات كثيرة خلال السنين الاخيرة،أزالت الكثير من العيوب.
"بذار الشوك" في المطار،موجودة هنا وهناك،تمزق ملابس سفرك،وُتنكد عليك،فتصبر لانها بلدك،فيما تسأل عن رد فعل العربي والاجنبي،الذي لايكتفي بالاستغفار،ولربما لايعود الينا ابداً.
نعود الى بيوتنا،ويبقى "بودي غارد المطار" المدني في مهمته المقدسة،لحفظ البلد،من ركاب الترانزيت المشبوهين!.(الدستور)