عمود النار وذيل الكلب

قبل الاعلان عن وعد بلفور واطلاق المشروع الصهيوني قبله بعقدين, بدأت السينما الفرنسية والعالمية انطلاقتها بفيلم عن المهاجرين اليهود الى القدس هو عمود النار..
وما من عدوان او انقلاب عسكري او فتنة طائفية من تدبير المخابرات الامريكية في العالم, لم تبدأ من ستوديوهات هوليود, واليكم السيناريو:
- من اجل النفط او اعادة انتخاب رئيس في البيت الابيض او توجيه رسائل قوية لهذه الدولة او تلك.. تكون البداية عبر السينما.
ويستعد الرئيس لذلك بالتشاور مع مستشاريه, الاعلامي والامني والسياسي. فيقترح المستشار الامني فبركة حادثة ارهابية, ويضيف عليها المستشار الاعلامي بعداً انسانياً (فتاة صغيرة هاربة من الارهابيين وهي تحمل قطة او كلباً صغيراً مذعوراً) لكن الرئىس يحبذ القطة ويفضلها بيضاء.
وكان المستشار الامني قد اقترح صورة للطفلة وهي تنظر الى جثة طفل قام الارهابيون المفترضون بتقطيع جثته او حرقها, لكن المنتج لفت انتباهه الى ان هوليود لا تسمح بصورة كهذه..
المطرب الذي احضره المنتج التلفزيوني لاضفاء مؤثرات اخرى على المشهد, يتدخل ويقترح ادخال شيء من التراث الموسيقي المحلي للبلد المستهدف مع كلمات قصيرة قوية مؤثرة (حرية... حرية).
- قطع للمشهد.. الرئيس يتساءل: متى يصل المجرم ثم يستدرك: اقصد البطل .
- المستشار الامني يلفت نظر الرئيس الى ضرورة التدريب جيداً قبل اعلانه (الدرامي) مع قليل من الدموع, عن نجاح الجيش الامريكي بتحرير البطل من اسر الارهابيين في بلد اسلامي او شرقي.. ويضيف المستشار السياسي على اعلان الرئيس: السلام بعد حرب مفروضة علينا (على الامريكان) لم نردها ابداً وسننسحب من تلك البلاد الصديقة بعد استقرارها والتأكد من وضعها على طريق الديمقراطية.
كل ما سبق ليس من محض خيالي او افتراءات على الامريكان, بل تكثيف لعدة افلام امريكية وظيفتها تحضير الرأي العام للمصالح والاعتداءات الامريكية.. ومنها الفيلم الذي سبق العدوان الامريكي (Wag the dog) واداه داستن هوفمان وروبرت دونيرو وافلام اخرى, قبل العدوان على ليبيا وتحضيراً للعدوان على سورية ومنها افلام بولاك واوليفر ستون..
وسبق ان كتبت في هذه الزاوية بالذات ما قاله لي صديق مصور تلفزيوني عن افلام تلفزيونية تم تصويرها في بصيرا - الطفيلة عن اضطهاد النساء في ايران وافغانستان ورأيتها بأم عيني على فضائيات عربية معروفة.
(العرب اليوم)