مرج دابق

اليكم يا سادة يا كرام ما ذكره ابن ياس المولود في مصر 1448 ميلادية حول نهاية الخلافة العربية ودخول العرب اربعة قرون, بالتمام والكمال تحت سيطرة آل عثمان منذ عام 1516 الى عام ..1916
وقد سجل ابن اياس حكاية تلك النهاية في كتابه المعروف (بدائع الزهور في وقائع الدهور).
ومثل العادة التي لا تبلى بمرور الدهور والايام وقبل ان يزحف العثمانيون على بلاد الشام ثم على بقية الانام, اذاعوا بين الناس انهم قادمون لنصرة الاسلام وتخليصهم من الحكام الظلام, السلطان قانصوه الغوري وامراء الولايات والعربان. فلما تناهت الاخبار الى مسامع السلطان عقد العزم على القتال واعلن النفير بين الخلق والناس محذرا من آل عثمان ومن ان شوكتهم اذا ما قيض الله لهم الانتصار, شوكة طويلة لا ينفع بعدها ولولة او ندامة..
وقد وصل السلطان ميدان حلب الشهباء يوم الثلاثاء في العشرين من رجب, وكان معه امير المؤمنين, المتوكل على الله والقضاة الاربعة والعساكر والدساكر, ثم تقدم الى مرج دابق (قرب ادلب وجسر الشغور على الحدود) ووصلها يوم الاحد 25 من رجب وكان الصقر على كتفه, وحوله جماعة من الفقراء (المتصوفة والقادرية) وهم يحملون راياتهم مع اربعين مصحفا ودفا..
وبعد كر وفر مع عسكر العثمان ثبت السلطان والجنود ثباتا عظيما فهرب الترك وهزموا شر هزيمة وظن الجميع ان ملك العرب والاسلام باق ما بقي الزمان, ولم يعلموا تدبير الترك الا بعد فوات الاوان.
فقد خانهم امير منهم, هو خاير بك, فوجئوا بسلاح ارعب الخيل والفرسان هو المدفعية.. فتساقط الامراء الشجعان واحدا واحدا بسيباي امير الشام, واقباي وبيبرس والعجمي وسقط السلطان عن حصانه وهو يكبر ولم يعرف له قبر حتى الان..
وفي الاذهان يا سادة يا كرام ان الشيء بالشيء يذكر والعبرة من سالف الايام فاستعدوا يا اهل الشام واعدوا الخيل جيدا فان ثبتم واعانكم الله على الترك ونصركم نصرا عزيزا فلكم ثواب الامة كلها وان عاد التاريخ الى مكره عليكم وعلينا السلام قرونا اخرى مديدة.(العرب اليوم)