سـر الغزل بين الأردن وحماس؟!

تأتي المعلومات حول اتصالات حركة حماس،مع مسؤولين أردنيين،بداية من مكالمة اسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة مع رئيس الوزراء السابق،وصولا الى مكالمتين اجراهما خالد مشعل مع الرئيس الحالي الخصاونة،ورئيس الديوان الملكي الجديد ايضاً.
فوق ذلك زيارة وشيكة للقيادي خالد مشعل الى الاردن،وهي زيارة من المتوقع فيها اذا تمت ان تزيل الغبار الذي لحق بالعلاقة،وتجعل زيارة القيادي للبلد امرا عادياً،وان كانت قصة افتتاح مكتب للحركة امرا غير وارد حسبما يتسرب.
يبقى السؤال ُمعلقاً حول سر هذا الانقلاب في العلاقة مع حماس،والاجابات لاتأتي محلية فقط،بل تتعلق احياناً بالشأن الفلسطيني والشأن العربي وتوجهات دولية وتدور الاجابات حول نفسها،لان لا احد يحسم على وجه الدقة السر الاساس وراء هذا الانقلاب.
في قمة الدوحة الاسلامية، التقى مشعل برئيس الحكومة الاسبق علي ابوالراغب، وبقي اللقاء سراً في فندق الشيراتون، لولا ان تسرب بالصدفة، وخلال القمة التقيته،وقال بمرارة..انه ذهب ضحية كراهية مسؤول رسمي له آنذاك، وليس بسبب عداوة الناس والدولة له.
خرج كثيرون باعتبارهم "فرق حسابات" بين المراحل،فيسكتون اليوم،او يخرجون علينا نادبين "حظ البلد" لانه فتح الخط على حماس،فيما هم يندبون فعلياً حظهم العاثر،ومواقفهم السابقة امام هذا التغير!.
هذا يثبت ان بلورة الموقف من اي قضية او شخص،لاينبغي ان يخضع لحسابات الاخرين،لان الاخرين يخرجون من مواقعهم،وقد تتغير الحسابات بين فترة واخرى،فينحشر من اخذ الموقف السلبي في اطار "الموقف الوظيفي" وليس المبدأ السياسي.
تحليلات وآراء كثيرة قيلت في شأن هذا الانفتاح،ابرزها ان الاردن لديه معلومات حول مخطط اسرائيلي لفرض الوطن البديل بالقوة العسكرية،وان الاردن وجد في حماس التقاء،كون الحركة ضد الوطن البديل واكثر أمنا للاردن من السلطة الوطنية.
تحليل ثان يقول ان الانفتاح على حماس جاء ضمن صفقة محلية تتعلق بالاخوان المسلمين في الاردن، الذين اشترطوا رد الاعتبار لخالد مشعل وللحركة مقابل تسوية عامة شروطها بقيت سرية بين الجماعة والدولة وهذا مجرد تحليل.
في الرأي الثالث من يقول ان تيار الصقور تحديداً في الحركة مرتبط وجدانيا بحركة حماس،وتهدئة الحركة الاسلامية لايكون الا بمراضاة هذا التيار تحديداً،والذي يرى في استقبال مشعل في عمان وحل العقد معه مفتاحاً للتهدئة.
التحليل الرابع،يقول ان هناك ترتيبات دولية اقليمية تجري ستؤدي الى عودة خالد مشعل في النهاية الى غزة،والى صفقة كبرى تتعلق بالضفة الغربية وغزة،والدولة الفلسطينية،وان استقطاب حماس يأتي استعداداً لهذه المرحلة،ومنعاً لمعاندتها.
اما الرأي الخامس،فهو يتحدث عن تفكيك معسكر حماس-حزب الله-نظام الاسد-طهران،وان هذا التفكيك له ثمن كبير،ابرزه استرضاء حماس،واعادة انتاج معادلتها في المنطقة،وهذا يفسر الوساطة القطرية،من جهة،ويفسر ربما كل هذا الغزل الناعم.
عمان بانتظار زيارة خالد مشعل،والمؤكد هنا ان معاداة الحركة كانت عملا غير صائب ،في ظل ظروف اقليمية ودولية خطيرة،تجعل تخليك عن علاقاتك وتوازناتك امرا محفوفا بكلفة عالية اقلها تركك وحيداً وسط غابة من الذئاب البشرية.
(الدستور)