هبوط الروح المعنوية في البلد

تم نشره الثلاثاء 01st تشرين الثّاني / نوفمبر 2011 01:01 صباحاً
هبوط الروح المعنوية في البلد
ماهر ابو طير

تتأمل الناس في كل مكان، فتكتشف ان الروح المعنوية لهم، هابطة جداً، وتتراجع يوماً بعد يوم.

من مصاعب الناس الاقتصادية، مروراً بعدم الثقة في المستقبل، والخوف من الخراب والفوضى،وصولا الى الكراهية والتشكيك والتنابز، وعدم الثقة بالمؤسسات العامة وترتسم صورة مريرة غير مسبوقة في تاريخ البلد.

لم تعد هناك قدرة لدى الدولة على رفع معنويات الناس، فلا التغييرات على المواقع، ولا الحديث عن سياسات جديدة ُتخفف عن الناس اثقالهم المعنوية، فالكل خائف، والكل مذعور، والجميع يشك في المستقبل.

هذه الحالة من هبوط الروح المعنوية وصلت الى كل الناس، فالذي لديه خمسة آلاف دينار في المصرف، وكان يعتزم البدء ببناء شقة، فوق بيت اهله، قرر التوقف والصبر، والذي يريد افتتاح دكان لبيع اي شيء، يتردد ايضاً، لأنه لايعرف الذي ستأتي به الايام.

اثير موضوع "الروح المعنوية" مراراً، فلم يتوقف احد عند القصة، وهاهي تتراجع الى أدنى مستوياتها بين الناس لاعتبارات كثيرة.

المسيرات والمظاهرات ومايقال فيها لعب دوراً اضافياً وهناك خوف في قلوب الناس، مما تتجه اليه الاشياء.

كل الاطراف تشد شعر بعضها البعض، فالاخوان المسلمين وحراكات المحافظات، وحراكات المعلمين والمتقاعدين، والمعارضة والموالاة، والاعلام والحكومات والاقتصاديين وحزب الغاضبين، في مكاسرة علنية، تركت اثرها على الروح المعنوية للناس.

تناقض السياسات بين فترة وفترة، يجعل التماسك الداخلي ُمعرضاً لهزات ليست سهلة، لأن هوية الدولة لم تعد ُمعّرفة، وسياساتها متقلبة، وكأننا نتعلم على حساب البلد، ونجرب الوصفات على هذا الجسد المتعب.

ابسط مثل يتعلق بالانتخابات البلدية، اذ ان حل البلديات تسبب بمشكلة، وتحديد موعد لانتخابات جديدة تسبب بمشكلة، والتأجيل تسبب بمشكلة، وتحديد الموعد غداً سوف يتسبب بمشكلة، وفرز الصناديق سيؤدي يوماً ما الى مشكلة ايضاً.

اذا رضي طرف غضب طرف، والتوزير والتعيين في الاعيان، وبقية المواقع، لم يعد يقنع احداً،من مدينة او قرية او بادية او مخيم، او عائلة او عشيرة، فالكل يريد ممثله الشخصي والحصري في موقع المسؤولية، والا فلتحترق روما.

هناك هبوط حاد في الروح المعنوية للناس، وهذا الهبوط بات ملموساً خلال العام الاخير، وقد ارتفعت حدته،خلال الشهرين الفائتين، وشعور الناس بالفساد والخواء وعدم وجود خطة للحياة والناس والبلد، يأخذنا باتجاه كآبة وطنية عامة.

ارتداد هذا الهبوط خطير جداً، لأن انتشار حالة الخوف والقلق والذعر والتلاوم والشكوك والنقد مرتفع الدرجة، يؤدي الى تفتيت البنيان الداخلي، خصوصاً ان البلد لايرتاح، ولا يراد له ان يرتاح،وان يبقى يلهث حتى تنقطع انفاسه لاسمح الله.

باختصار: الجمهور نزل من المدرجات الى الملعب، ولاعبو الاحتياط تركوا كرة القدم وانقلبوا الى السلة، وصافرة الحكم لا يسمعها احد، ثم يسألونك لماذا يقلق المتفرجون في بيوتهم امام كل هذه الفوضى؟!.(الدستور )
 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات