يهود في الثورات العربية

انتبه الرأي العام العربي ليهوديين ظهرا في مشهد الثورات العربية الأخيرة, هما برنار ليفي, المقرب من ساركوزي والذي يسوق كفيلسوف من جماعة ليفنياس "فلسفة الأنا والغير" وهو يهودي ايضاً, وضابط الموساد ايلان تشايم .. وحيث ظهر الاول مع ثوار الناتو في ليبيا بعد ان كان صديقاً لصيقاً لسيف الاسلام القذافي - ظهر الثاني في ميدان التحرير وهو يحرض المسلمين على احراق كنيسة امبابه في القاهرة ...
وفي الحقيقة فان ظهور اليهود في مشهد الثورات العربية اقدم من ذلك فمن الحكاية التي لم تؤكد لعبدالله بن سبأ الى ابن ميمون الذي لعب دوراً في نقل "الافلاطونية" الى اللاهوت الاسلامي الى المجموعة التي دخلت مع صلاح الدين مدينة القدس, الى يهود الدونمه الذين اعلنوا اسلامهم وظلوا على دينهم وانتشروا في كل المدن العربية وصاروا تجاراً واعياناً كباراً فيها ...
اما في العصر الحديث فقد ظهر اليهود في محطات مختلفة:-
-1- مبعوثو الاممية الشيوعية من اليهود الى الشرق ودورهم في تأسيس الاحزاب الشيوعية .. وقد انخرط معظمهم لاحقاً في الحركة الصهيونية والمفارقه ان الشيوعيين الروس - لينين وستالين- هم الذين طالبوا بتعريب الحركة الشيوعية العربية وتقليل النفوذ اليهودي فيها - قبل ان ينقلب ستالين على موقفه ويبيع فلسطين لهم مقابل اليونان واوروبا الشرقية .. بل ان شيوعياً فلسطينياً هو الروائي اميل حبيبي شارك في عقد صفقة اسلحة للعصابات اليهودية.
-2- مبعوثو العواصم الرأسمالية الاستعمارية من اليهود الى الشرق ايضاً, وذلك لمحاربة الشيوعية وحركة المقاومة العربية التي كان يقودها مجاهدون مسلمون "الخطابي في المغرب, الامير عبد القادر في الجزائر, عمر المختار في ليبيا, القسام في فلسطين, المهدي في السودان, العلماء المسلمون في العراق.."
-3- شبكة سارة اليهودية لاختراق رجالات "الثورة العربية الكبرى, وقد لاحقها الوالي التركي جمال باشا السفاح واعدم العديد من افرادها "غير احرار العرب الذين اعدمهم السفاح نفسه".
-4- شبكة ايلياهو ايلات, وقد صدرت في كتاب باسم "اسرائيل وجاراتها" وقد امتدت الى مصر والشرق العربي كله واعادت الباحثة البريطانية - ماري ويلسون- نشر بعض وثائق هذه الشبكة.
-5- دور الشيوعي المصري اليهودي, هنري كورييل كعميل مزدوج لاكثر من جهاز مخابرات, مصري ودولي.
-6- شبكة كوهين التي اخترقت مجموعة "امين الحافظ" الحاكمة في سورية قبل ان يطيح بها انقلاب صلاح جديد- حافظ الاسد.
-7- الشبكة الاعلامية الحالية في الصحافة "الاسرائيلية" والتي تحرض على التدخل الاطلسي في سورية "كتاب جريدة هآرتس "15/8/2011" "ايلي فيدار وافي يسخروف" وكتاب جريدة معاريف "24/8/2011" امير ارون وعميست كوهين"..
-8- وكما يلاحظ فان الدور اليهودي يتنقل من موقع الى موقع حسب المرحلة والحاجة, فمن اختراق الشيوعيين الى اختراق الاسلاميين الى الليبراليين, وهكذا - ويحتل المال والاعلام والنساء دوراً في كل ذلك...
(العرب اليوم)