يرحم أيام الديوان

سيجري في الأيام المقبلة تغيير مسمى "ديوان الخدمة المدنية" الى "المجلس الأعلى للتنمية الادارية" بعد أن تضاف الى عمله بعض المهمات الأخرى.
لن يمر الأمر كتغيير شكلي فقط, فقد تحول اسم ديوان الخدمة الى ما يشبه الفلكلور الشعبي فيما يتصل بالوظيفة العامة في الأردن, فالشاب الأردني اعتاد على أن "يرمي طلبا" في ديوان الخدمة حتى لو لم يكن مستعداً أو راغباً في الوظيفة الحكومية, ويندر أن يتواجد شاب لم يتعرض لسؤال: "رميت طلب بالديوان?", وعندما تكون الاجابة سلبية فلا بد أن يتبع ذلك نصيحة فورية تقول: "إرميلك طلب بالديوان".
على صعيد الكلام المتداول, من المرجح أن لا يمر استبدال الاسم بسهولة, بمعنى أن كلمة "مجلس" لن تحل بسرعة محل كلمة "ديوان" في كثير من العبارات التي تقال بيسر شديد ومن دون الحاجة الى كثير أو قليل من التفكير مثل: "قوائم الديوان" أو "كشوفات الديوان" أو "ترتيبك بالديوان" أو "دورك بالديوان" أو "لي معرفة بالديوان" أو "مريت على الديوان" أو "الديوان حكي فاضي"... وغيرها.
غير أن زمن تغيير الاسم قد يكون مناسباً إذا نظرنا الى تبدل الدور والمهمة, فالتوظيف عن طريق الديوان يتقلص عاماً بعد عام, كما أن الوظائف المتوفرة تكاد تتركز في التعليم وهي المهنة التي تشهد استنكافاً بنسب كبيرة ولدرجة قد تشكل خطورة على التعليم.
"يرحم أيام الديوان", عبارة قد تضاف قريباً الى قائمة التحسرات الأردنية. (العرب اليوم)