طوّل بالك

كنتُ في الماضي، كلما وقعت في مشكلة مع أحدهم، أجد من يقول لي «طوّل بالك». فإذا اختلفتُ مع خطيبتي كانوا يقولون لي « دايما فترة الخطبة قلقة وتحتاج الى صبر»، ولهذا: طوّل بالك.
وإذا ما اختلفتُ ـ بعدهاـ مع زوجتي ، أجد من يقول لي «طوّل بالك»، لأن الحياة بعد الزواج مختلفة عما كانت قبل الزواج.
وإذا ما اختلفت مع جارنا « النّكد» الذي ينام ويصحو و « الشرّ يقدح بين عنيه» ودائم السعال»، أجد من يقول لي « طوّل بالك»، الحياة بحاجة الى تحمّل الآخرين والجار للجار وان جار.
طبعا كنتُ أُطوّل بالي حتى صار بالي أطول من عمود الكهرباء. وفي الفترة الأخيرة ، زادت متاعبي مع الآخرين. وبسبب كثرة احتكاكي بالناس صار مطلوبا مني الاستماع الى تلك النصيحة ذاتها ولكن بشكل « مودرن». فصرتُ أسمع عبارة « طنّش» أو « اتناش» ويعنون الرقم « 12». وقديما كانوا يرددون عبارة « عد للعشرة». والآن زاد الرقم ( 10) وصار ( 12) ومن يدري ربما يصل الى المليون بعد عمر طويل.
وهكذا سرتُ في الشوارع وكنتُ إذا ما « دقر» بي أحدهم بقصد او من غير قصد، كنت أعد ل « اتناش». واتذكر ان أصابع يدي « عشرة « وأزيد من أصابع رجليّ اثنين ليصير المجموع « اتناش».
واكتشفتُ أن المسألة سهلة ولكنها تحتاج فقط الى «تدريب للنفس» يكون صعبا في البداية ، لكنه مع مرور الأيام وخوض الكثير من التجارب يصبح بسيطا وسهلا.
واكتشفتُ ضمن ما اكتشفتُ أن «أحسن حل لمشاكلي مع الآخرين» استخدام الرقم « 12» اي « اتناش».
وبدأتُ أشعر أنني كائن « ضد الكسر». و « ضد الصدمات».
صرت ما أحلاني. بجنن!!.(الدستور)