كثرة الأقوال وقلة الأفعال

الشعوب والزعماء, الأنظمة والمعارضة; كلهم منخرطون في الكلام عن الإصلاح, وطرق الإصلاح وأولويات الإصلاح, وشروط الإصلاح, وبيئة الإصلاح, والانتقال للإصلاح, والتهيئة إلى الإصلاح, والإعداد للإصلاح, ومسارات الإصلاح, وتشريعات الإصلاح, ومعايير الإصلاح, وضوابط الإصلاح...الخ.
عاصفة من التصريحات, وتسونامي من الخطابات, وأصوات الطواحين, ورجال يأتون ويروحون, والناس زرافات ووحدانا, ووفود ومؤتمرات, وندوات, ومايكروفونات, وموائد ومناضد وصفوف وطوابير, وسحب من الدخان, وأطقم كاسات العصير والشاي والشراب, والقهوة بلا سكر, وأباريق فارغة وعيون زائغة.
مقابلات وصور وابتسامات, وتبادل تذكارات وجوائز, ورواتب ومكافآت, واجتماعات إلى قبيل الفجر وملاحقات وحكومات تغادر وحكومات تأتي, وتبادل مناصب وتبديل وجوه, ومدائح وانتقادات, وتقبل تهاني وتبريكات, وزيارات ومجاملات ومخططات ومؤامرات, وسفن ترسو وسفن تنجو...
وفي المقابل مسيرات واعتصامات, ومهرجانات وخطابات وتظاهرات وهمسات, وأوراق ومنشورات, وصحف ومطابع ومجلات, وتحليلات ومقالات ورسومات وخربشات, وآذان تسترق السمع, وتلفونات وخلويات.
ينام الناس ويستيقظون على دعاوى الإصلاح وقصائد الإصلاح, ومسرحيات الإصلاح, ومعلقات الإصلاح... نحن في الأردن.. هذا شأن الإصلاح!!.
(العرب اليوم)