الإمارات.. إنجازات شعب التف حول قيادته!
وصلت الى أبو ظبي بدعوة من المجلس الوطني للاعلام لحضور احتفالات دولة الامارات بالعيد الوطني الأربعين..
والأربعون هي سن النبوة والبلوغ والانجاز والرشد، ويأتي الحصاد وفيراً يشار اليه بالبنان وعلى رؤوس الاشهاد..انه انجاز أقرب الى المعجزة حين نقارن مع من امتلكوا الثروات ولكنهم قصروا عن مثل ما أنجزت الامارات من مكانة وسمعة..
المناسبة التي نحضرها تكرس «روح الاتحاد» فتجربة الامارات العربية في التكوين والنمو والتطور فريدة وقد لفتت انتباه العالم وجعل منها درساً تستخلص منه النتائج والعبر حين تمكنت القيادة الراشدة من أن تجعل نفوس البشر تهفو الى هذه البلاد وجعلت من الصحراء جنان رزقت أهلها وأطلقت الارادة لتصنع من المكان قلعة اقتصادية واستثمارية ناجحة..
ما رأيته وتفاعلت معه هو ثمرة لانجازات شعب التف حول قيادته وهو التعبير الذي استعمله الشيخ محمد بن راشد أمير دبي عنواناً لما تحقق..
الفرحة بالعيد الأربعين تدخل كل بيت في الامارات وهي تشمل المواطنين والمقيمين واعتقد انها تشمل كل عربي ومسلم وكل منصف يؤمن بالعمران والبناء والشراكة، فالجميع هنا ينعم بالانجازات التي جعلت من الامارات دولة تتخطى حدودها ومساحتها وعدد سكانها وحتى عمر استقلالها لما تختزنه من ارادة وثابة نجحت في اقامة شراكة اقليمية ودولية..
في المناسبة التي يجري ابرازها بصدق وعناية عمل جاد لابراز الهوية الوطنية لدولة الامارات حيث تمكن هذا الشعب من الحفاظ على تراثه وتخليده وبعثه وجعل من ذلك قسمات واضحة في هويته التي تنطلق نحو الحداثة والتقدم والتميز والانجاز..
اذن العيد الاربعين هو عام ترسيخ الهوية الاماراتية واظهار عمقها وانفتاحها وتكويناتها الاصلية..ولذا تستحق اللجنة القائمة على ذلك والتي يرأسها الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبو ظبي للسياحة التقدير الكبير على جهودها الناجحة وقدرتها على تمكين كل الشركاء فيها من تأدية عملهم الوطني على أكمل وجه..
أشعر بالزهو أن بلداً عربياًَ استطاع ان ينجز كل هذه الانجازات خلال أربعين سنة وأن يضع نفسه على خريطة العالم الفاعل والديناميكي..
لقد لفت انتباهي الدكتور عبدالله العامري سفير الامارات العربية المتحدة في عمان والذي يتمتع بنشاط ملموس استحق به ان يسمى «صاحب السفارتين» في الاردن وفلسطين الى ضرورة أن أحضر هذه الاحتفالات التي تعكس الانجاز ولا تقفز عنه وهي مناسبة كما قال ان أقرأ في سجل دولة الامارات ما أنجزه تفاعل القيادة مع شعبها..
هنا استمعنا لشيوخ ووزراء ومسؤولين تحدثوا عن مسيرة الاربعين والمكاسب التي تحققت واثارها الايجابية على الاقليم والمنطقة والعالم..فهذا الشعب القليل في العدد وقد مكنته قيادته من تحقيق طموحاته حين استغلت له ثرواته جيداًُ لصالح بناء دولته، نجد اسمه وشراكاته ومشاريعه واستثماراته حيثما توجهنا في العالم وفي مواقع المنافسة والتفوق..
في هذا اليوم المميز..اليوم الوطني لدولة الامارات العربية والذي يصادف الثاني من ديسمبر فان اسم الراحل الكبير الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان سيظل وشماً راسخاً في هوية الامارات الوطنية لما لعبه هذا القائد الحكيم من دور في تأكيد كيان الامارات واستقرارها وازدهارها وقدرته على الجمع وصناعة الوفاق وتشابك الايدي ورص الصفوف وتمكين جميع حكام الامارات من انجاز وحدة رائعة ومثمرة، وما زال خلفه الشيخ خليفة بن زايد يسند نفس العمل ويرعاه ويقوده..
الحكم في الامارات العربية ينهض من تفاهمات عميقة ومؤسسية ويتمتع بتنظيم فريد، فالامارات تدخل الان مرحلة فريدة وجديدة من تاريخها وتتمتع قيادتها بشعبية تتسع وتتزايد لأن قيادتها كما قلنا مكنت مواطنيها من تحقيق آمالهم وامانيهم وأعزت وطنهم ووضعته في مكانة مرموقة وثابتة على المستوى العالمي..
أشعر أن لدي فرصة لقراءة تاريخ الامارات وعمق جذور شعبها العربي واصالة منبته وانتمائه وانفتاحه..وأيضاً قراءة جغرافية المكان الذي قامت عليه حضارة عميقة راسخة سبقت وصول رايات الاسلام وهي الرايات التي ظل الامارتيون يعتزون بالانتماء اليها وقد جعلوا منها رايات تقدم نحو الاسلام وليس تقهقراً او انغلاقاً وتراجعاً..
هنيئاً للامارات قيادة وشعباً بالعيد الأربعين..وهنيئاً لكل من يؤمن بالانجاز ويرى فيه اعمار الكون وسعادة البشرية..
(الرأي)
