موالون ومعارضون ضد العروبة

اجزم ان الذي يقف خلف قرار تعليق عضوية سورية في الجامعة العربية لم يستهدف تشديد الحصار على دمشق واستنزافها لاجندة سياسية, وحسب بل لما هو ابعد من استهداف موقف او سياسة او نظام او قائد سوري بعينه..
فالمستهدف الحقيقي, هو هوية سورية العربية. والخطير هنا ان القرار المشبوه نزل بردا وسلاما على اصوات في قلب دمشق وربما في قلب النظام ايضا. ذلك ان اوساطا سورية عديدة من المعارضة والنظام والشارع تريد تصفية الحساب مع العروبة والهوية القومية.
ان قرار تعليق عضوية سورية في الجامعة العربية, قرار من نمط وتدبير المطابخ الاستراتيجية للرأسمالية واليهودية العالمية, وهو اخطر واخبث من ان تقرره جهة سياسية او دبلوماسية تقليدية, فالطريق الى الشرق اوسطية الصهيونية والانبعاث العثماني والتجسير الخليجي المالي, يتطلب ابتداء شطب العروبة وشطب دمشق بعد القاهرة وبغداد..وباستثناء اصوات قليلة خجولة حتى في الاعلام السوري, فان الغمز واللمز من العروبة صار قاسما مشتركا لاوساط في المعارضة والنظام معا:-
1- فالمعارضة نكاية بحزب البعث راحت تسخر من الخطاب العربي برمته وراحت تتحدث عن سورية اولا وسورية السورية.
2- من الملاحظ ان بعض الاكراد في الجانبين, النظام والمعارضة وجدوا فرصتهم للتخلص من الهوية والخطاب القومي العربي.. وكان ياسين الحاج صالح وعبدالباسط سيدا واضحين في مقالاتهما المعادية للعروبة.
3- ومثل الاكراد فان الاوساط الاسلامية الحليفة للنظام او المعادية له لا ترتاح للخطاب القومي فالملالي في طهران واردوغان والاخوان المسلمون لا يخفون حساباتهم ويسعى كل منهم لاستثمار الازمة السورية لحصاد يناسب هذه الحسابات, سواء كانت عدوانية اجرامية اطلسية تركية - تكفيرية او حليفة (ايرانية).
4- يضاف الى ذلك تقاليد العداء الايديولوجي للقوميين العرب عند اصحاب الخطاب القطري الكياني المريض سواء كانوا ليبراليين او يساريين, معتدلين او متطرفين.
5- اما المفارقة اللافتة للانتباه فهي ان القوميين السوريين الذين اصطدموا مع القوميين العرب في سورية بالذات, هم الاكثر حذرا في هذا الجانب ويركزون على خطابات انطون سعادة التي تتحدث عن الدور الرائد لسورية داخل (امم العالم العربي).
6- في الرد على كل ما سبق ما تحتاجه سورية وما يحتاجه العرب منها في هذه اللحظة السياسية بالذات, حيث تستهدف سورية لموقعها داخل التاريخ والجغرافيا هو اعادة الاعتبار لسورية العربية التاريخية (الكبرى) مقابل (اسرائيل الكبرى) و (تركيا العثمانية الكبرى) والتأكيد على ان سورية هذه هي قلب الامة من المحيط الى الخليج.(العرب اليوم)