فساد واستبداد بطعم البرتقال

اندلعت اول ثورة برتقالية ضد الدولة الشمولية في المجر عام 1956 . وقد قمعها الجيش السو ييتي الاحمر بالحديد والنار. وتبين لاحقا وبعد هروب عدد من قادة هذه الثورة الى امريكا, انهم اقاموا علاقة مع المخابرات الامريكية عن طريق اختراقات يهودية في الحزب الشيوعي, واصبح بعضهم من كبار المضاربين في بورصة نيويورك ..

الثورة "البرتقالية" الثانية اندلعت في تشيكو سلوفاكيا 1968 ، ولم تكن علاقات عدد من المثقفين المشاركين فيها مثل هافل الذي صار رئيسا للجمهورية لاحقا اقل وضوحا من زملائه في المجر ...

وقد تكفل كتاب "من يدفع للزمار" للبريطانية سوندرز بكشف علاقات عشرات المثقفين "المنشقين" الذين يدعون للحرية بالمخابرات الامريكية, بل ان مجلات يسارية ونشطاء في الحركة الطلابية والثقافية التي أطاحت بالرئيس الفرنسي ديغول كانوا متورطين مع المخابرات الامريكية وكان ديغول يحاول تأسيس فرنسا مستقلة عن النفوذ الامريكي ..

اما الثورات البرتقالية التالية, فكانت أسوأ بكثير من سابقاتها, وكانت اولها الثورة التي قادها يلتسين في موسكو فكان اول عمل قام به هو قصف البرلمان الروسي بالدبابات وفك روسيا وسلمها للمافيات وعملاء المخابرات الامريكية واليهودية العالمية .. ويقبع اليوم في سجون روسيا بتهمة الفساد والعمالة ونهب المال العام معظم قادة ثورة يلتسين البرتقالية وعلى رأسهم اليهودي اللص بيزروفسكي ..

اما ثاني الثورات البرتقالية المعاصرة فهي الثورة التي قادتها يوليا تيموشينكو الناشطة في مجال حقوق الانسان والنساء والصحافة والاطفال والتي كانت تدير مركز دراسات خاص لهذه الغاية تبين لاحقا انه ممول بالكامل من صناديق تديرها المخابرات الامريكية وهي اليوم وراء القضبان بتهمة الفساد والتخابر مع الامريكان ...

ولا يخفي الملياردير اليهودي المعروف بـ فيلسوف البورصة جورج سوروس دوره في تغذية هذه الثورات وفي محاولة تحطيم تجربة مهاتير محمد في ماليزيا كما يُعد الأب الروحي للعديد من جماعات التمويل الاجنبي العربية وهو صديق لسعد الدين ابراهيم وعزمي بشارة وجماعة "الازمات الدولية" وجماعة 6 إبريل المصرية كما تبادل التهاني مع توكل كرمان اليمنية .. ويُشرف شخصيا على فريق من المحامين الدوليين للدفاع عن المعتقلين اليهود من المافيا الروسية, وهو من أنصار دعم تحالف الليبراليين مع الاسلام السياسي ...

وبعد ولمن يعتقد اننا نبالغ في اتهام نشطاء الثورات البرتقالية ومزاعمهم عن حقوق الانسان والدولة المدنية في انهم لا يقلون فسادا ومتورطون مع أعتى قوى الاستبداد العالمية ... تعالوا نسألهم .. من اين لكم كل هذه الاموال وكيف انقلب حالكم من حال ودخل الكثيرون منكم نادي الملايين ومقابل ماذا? ومع من? .. هل يعرف المصريون مثلا ان ما ينفقه سعد الدين ابراهيم على كلابه يشبع آلاف العائلات, ومثله العديد من البرتقاليين العرب .. ثم مع من وماذا يعني ذلك??! .

أليس مع الامريكان الذين تسببوا في العراق وحده بمليون قتيل ومشوه عراقي بعد ان قال لنا برتقاليو العراق: دعوا الامريكان يمروا لتزهر الديمقراطية هناك بدلا من الدولة الشمولية, وهو ما يكرره اليوم برتقاليو سورية واصدقاء سوروس في ربيع الدولارات.

(العرب اليوم)