بشرى سارة للسوريين

المدينة نيوز - ابتداء لا احد يعرف بالضبط كيف يتم تركيب مجموعة من اليساريين السابقين والليبراليين العلمانيين بين باريس وواشنطن ومنابر الصحف النفطية, على مجموعة من المقاتلين السلفيين التكفيريين وبقايا القاعدة الذين تم تجميعهم من العراق وعكار وغيرها والاعلان عنهم باسم (المجلس الوطني السوري) وبما يذكرنا بالفيلم الذي اخرجه المصري, رأفت الميهي: سمك. لبن, تمر هندي ...
وليس بمقدور احد ان يتمعن في هذه التوليفة اكثر من الفنان المعارض, يوسف عبدلكي واسماكه الغريبة ..
وكما ترون, فالتركيبة العجيبة التي يعجز عنها حجر الفلاسفة, اقرب الى الفانتازيا والكوميديا السوداء منها الى المعارضة المتجهمة رغم لعبة الدم والدمى المتوحشة والبامب اكشن المعد لصيد الجواميس قبل تهريبه الى ادلب وجسر الشغور ...
بعد ذلك, تعالوا نتخيل سورية في قبضة هذا المجلس كما تحلم بها السيدة كلينتون التي فقدت رشاقتها, ومعها العندليب الاسمر, أوباما, وذلك في ضوء ثلاثة تصريحات: للغنوشي الزعيم الاسلامي الدمث الذي لا يعارض البكيني "انتهت موضته" ولرئيس كتلة حزب النور الاسلامي في البرلمان المصري, وللسيد برهان غليون الذي يذكرنا بسيدين معا, هايد وجايكل, فلا ندري متى يكون علمانيا ومتى يكون من اهل السنة والجماعة? ..
فأما الغنوشي وامام وفد من الايباك اليهودي, فلم تعد اسرائيل بالنسبة له مشكلة .. وزاد عليه غليون بأن المشكلة في حزب الله والمقاومة مؤكدا على السلام والمفاوضات على الجولان .. واما عضو حزب النور السلفي فلا يمانع في الكعب العالي للنساء لكن داخل المنزل. واما البشرى السارة في ضوء ذلك فهي وافرة, ولكل منها نصيب من جمهور العرعور الى جمهور الغليون:-
1- كعب عالي كاتم للصوت لغير العلمانيين الذين يفضلون قبقاب غوار.
2- عطر باكستاني مع خصم خاص.
3- مصارف تقوم على المرابحة التي تفوق نسبة البنوك الربوية ..
4- هدنة طويلة باسم صلح الحديبية مع "اسرائيل" بحيث ان عمر "اسرائيل" الافتراضي ينتهي قبل انتهاء الهدنة ...
5- خطوط انتاج وصفوف مدرسية وجامعية خاصة بالنساء العاملات والدارسات ...
6- اضافة لاعتماد علم الانتداب الفرنسي الذي يرفرف اليوم في مظاهرات "الحماية الدولية" ستختفي صور يوسف العظمة بطل ميسلون تجنبا لاستفزاز ساركوزي, وستختفي صور نصرالله والشيخ احمد ياسين وكل من يستفز العدو الصهيوني والامريكان ..
ولن يتذكر "المجاهدون" في جسر الشغور والليبراليون من القرآن وآياته الجهادية سوى ما تَذّكره السادات والساداتيون (وان جنحوا للسلم فاجنح له وتوكل على الله).
7- ومن قبل ومن بعد .. ولمن لا يعرف تاريخ سورية, فهي مقبرة المؤامرات منذ الاستقلال وحتى اليوم, أيا كان نظام الحكم فيها وأيا كانت قوة وقدرة المتورطين فيها من الامريكان والصهاينة والسلاجقة والعربان.(العرب اليوم )