العبث بالممتلكات العامة.. إلى متى؟

تم نشره الأربعاء 14 كانون الأوّل / ديسمبر 2011 02:54 صباحاً
العبث بالممتلكات العامة.. إلى متى؟
سلطان الحطاب


المدينة نيوز - أعمال عنف، مداهمة مصانع واغلاقها وطرد العمال، هدم أسيجة ودخول على أراض وبيوت بحجة انها اقيمت على واجهات عشائرية كما حول جامعة العلوم والتكنولوجيا ومنع اصحاب صناعة وعمال من الوصول الى مصانعهم كما في مدينة سحاب وقطع طرق جنوب المطار قبل ثلاثة أسابيع وحرق عجلات الكاوتشوك أمام عيون الشرطة ورجال الامن كما نقلت فضائية الجزيرة..وأخيراً اغلاق طريق القطرانة الدولي..أليست هذه مظاهر عصيان مدني والا ماذا نسميها حين تتوسع ولا تجد من يردها أو يمنعها أو يضع حداً لها..
حين قرأت خبراً في الرأي وأنا على الطائرة المتوجهة الى أبو ظبي «اشتباكات لليوم الثالث على التوالي في جامعة البلقاء التطبيقية» ونفضت الجريدة من يدي لاعيدها الى جيب الكرسي الذي أمامي..لاحظ جاري في المقعد انفعالي وقال: «ما الذي يجري في بلدكم؟..هل هي حرب أهلية؟» نظرت اليه مستغرباً وصفه ولم أجد لغة أشرح ما يجري فصمت وقلت: «أمور سهلة في طريقها للحل»!!.
ما زالت مثل هذه الاعمال التي لا ينفع فيها استمرار الشجب والاستنكار لأن ذلك كالذي يشبع الفاعلين نقداً ويدمرون المصالح العامة..وانما لا بد من الوقوف على هذه الظواهر ومعالجتها بسرعة في بعدين، أولاً البعد الأمني بوقفها فالدولة الديموقراطية لا تسمح بتجاوز القانون أيا كان الفاعل والدولة التي تسكت على تجاوز القانون انما تريد الاستمالة والتسكيت والشراء لأمر في نفوس البعض ولا يعني الكل..
لتتوقف هذه الظواهر بالامن الذي علينا ان نمكنه ولا نجعل الشرطي مرعوباً وكأنه يمارس عملاً على مسؤوليته الشخصية حين لا يجد حماية..
لماذا لا تسمى الاشياء بأسمائها ويكشف عن أسماء الزعران وانتماءاتهم والجهات التي تقف وراءهم حتى لا يظهروا وكأنهم من أهل الحراك أو انهم مناضلون من اجل مطالب عادلة في حين ان اعدادا كبيرة من هؤلاء الذين يغلقون الطرق ويحرقون المكاتب والممتلكات العامة من ذوي الاسباقيات ومن لهم قيود أمنية وملفات ومن المطلوبين..مثل هذه الممارسات لن تغري أحدا بالاستثمار أو القدوم الى بلدنا، ولن يبقى الاردن قادراً على تقديم نفسه على أنه واحة أمن واستقرار وهذه الصفة هي رأسمال الاردن الذي ظل دائماً يصنعه في رصيده ويتباهى به أمام نفسه والعالم..
ماذا يبقى لنا ان عمت الفوضى وتزايدت، وضربت المصالح العامة ولم يعد الأمن هو السلعة الأولى..ليس لدينا بدائل تغطي فنحن لسنا دولة نفطية والذي يريدون تحسين اوضاعهم المعيشية وزيادة اجورهم وتوفير فرص عمل بهذه الطرق الابتزازية والمدمرة كيف يصلون الى ذلك؟ كيف تتوفر فرص عمل والعمال يطردون من مصانعهم، والمصانع تغلق بالجنازير واشعال الحرائق..وكيف تتوفر فرص عمل والطرق الرئيسة تسد والنقل يتعطل والكلف الاقتصادية تزداد وتضطر الدولة الى اصلاح الطرق وترميم الممتلكات رغم عجز الموازنة والحاجة الى كل قرش ينفق..
إلى متى ستظل هذه الحالة فالرسائل من الحراك وصلت وهناك أصحاب مطالب عادلة يمكن فرزهم وهناك عناصر مبتزة ومخربة هي الأعلى صوتاً وللأسف فإن الاستجابة الحكومية تكون للفئة الثانية التي يزداد عنفها كلما سددت الحكومة لها فواتير اضافية..
ثمة أجندات خارجية وداخلية تعمل على تخريب واقعنا الاقتصادي والاجتماعي ومن يتهمني بالمبالغة في ذلك عليه أن يقدم ما يقنع، إن الذين يحرقون بلدهم انما يفعلون لاسباب وطنية !( الراي)

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات