العلاقة الأردنية القطرية..ما الجديد؟

- تطورت العلاقة الأردنية القطرية التي نكتب عنها بمناسبة اليوم الوطني لدولة قطر الشقيقة بشكل أفضل، فقد تخلصت هذه العلاقة من عوامل المد والجزر التي اصابتها في السنوات الماضية لعوامل سوء فهم وفقدان القدرة على التواصل المفترض بين شقيقين وقد استطاعت نفوس طيبة وجهود مخلصة وارادات تؤمن بالاخوة من إعادة بناء هذه العلاقة وتخليصها من كل ما علق بها حتى غدت الان مثالاً لما يمكن أن يترتب عليها لاحقاً من بناء مشترك لهذه العلاقات..
كانت مبادرات من هنا وأخرى من هناك قد التقت لتضع حجر أساس جديد وقوي فقد تشارك الاردنيون والقطريون في أكثر من رؤية في أكثر من موقع وكان للعسكريين الأردنيين والقطريين أيضاً أشكال من التعاون الذي جعل المناقبية العسكرية العربية في اخلاقياتها تعلو كل خلاف وتفتح الطرق لمزيد من التعاون..
لقطر مواقف مشهودة وايجابية من بلدنا في المرحلة الأخيرة فقد كانت قطر ممن يرون ضرورة مساعدة الأردن على تخطي مشاكله الاقتصادية وقد بادرت في هذا المجال في طرح تصورات ايجابية عبر مجلس التعاون الخليجي وكان لها تصوراتها المقدرة والايجابية في هذا المجال فالواقعية القطرية في تقديم المساعدات لاكثر من طرف عربي ظل سمة ملموسة فقد ساعدت قطر على اعمار الجنوب اللبناني بعد الحرب والعدوان الاسرائيلي على جنوب لبنان عام 2006 كما قدمت مساعدات لغزة بعد الحرب الاسرائيلية على اهلنا في القطاع واليوم اذ تستقر العلاقات الاردنية القطرية في وضع ممتاز فإن الواجب هو البناء على هذه العلاقات وصيانتها والحفاظ عليها ولعل في النموذج الذي يقدمه السفير القطري في عمان السيد مانع عبدالهادي الهاجري «أبو عبد الهادي» من حرص على سرعة بناء العلاقة وتعميقها وتجنيبها اي مطبات والتميز بين العلاقات الثنائية المباشرة وبين غير المباشرة من التي تضيف علاقات اضافية بحكم دور قطر المتسع في الاقليم لعل في ذلك ما يعكس سلامة الرؤية الجديدة والحرص على الانطلاق بعلاقات مميزة بين القيادتين اللتين حرصتا على التواصل المباشر وصيانة العلاقة..
ما نتطلع اليه في هذا اليوم ونحن نشارك الاشقاء احتفالاتهم باليوم الوطني حيث بلغت قطر أوج تقدمها وحققت لنفسها المكانة المرموقة التي تطلعت لها قيادتها منذ الاستقلال حتى اليوم هو المزيد من مكاسب هذه العلاقة وثمارها واستمرار البناء عليها..فالأردنيون يتطلعون بأمل لقيام توجيهات أميرية من الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لمنح تاشيرات أوسع للأردنيين للسفر والعمل في قطر خاصة وأن قطر اليوم هي ورشة من الانجازات الكبيرة وعبر استعدادها لاستقبال الاولمبياد الدولي وما يترتب على ذلك من انفاق ومشاريع..والى تدفق أوسع للعمالة الأردنية والمهنيين الأردنيين..والى استثمارات قطرية أوسع خاصة بعد رحيل الاستثمارات القطرية الضخمة من سوريا أو تجميدها نتاج لظروف صعبة يعيشها الاشقاء في سوريا..
نتطلع لاتفاقيات حية و فاعلة وقابلة للتنفيذ على صعيد البعثات الدراسية والفنية والتعليمية والتدريبية فقطر التي قطعت أشواطاً بعيدة وجادة في تطوير التعليم الذي يرعاه الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وعقيلته السيدة موزة حيث العديد من الجامعات المميزة التي تعمل في قطر وتؤهل القطريين والدارسين لأخذ مواقعهم في الدولة وخارجها وحيث الأخذ بأسباب التطور التكنولوجي الهائل والنهضة العمرانية والاقتصادية المدروسة التي جنبت قطر اي خضات كبيرة أو مؤلمة حتى غدت التجربة القطرية في الاستثمار موقع اهتمام ودراسة..
في هذا اليوم فإن رسالتنا لابنائنا الذين يعملون في قطر هو الحرص على استمرار هذه العلاقات والعمل على تطويرها وأيضاً الحرص من جانبنا هنا على تجنيب هذه العلاقة ما يمس بها أو يلحق ضرراً بمصالح بلدينا وشعبينا فيها..
يبقى أن نذكر أن قطر الان تتبنى رؤية اقتصادية اجتماعية سياسية هي رؤية قطر (2030) وسيكون لها ما بعدها اذ تهدف هذه الرؤية التي يتبناها الأمير أن تمتلك قطر تنمية مستدامة واستمرار العيش الرغد لشعبها جيلاً بعد جيل وهي تعالج خمسة تحديات وتنجح في ذلك مع بداية التطبيق منذ عام 2008 فمبروك لقطر ما انجزت ومبروك لها عيدها الوطني اليوم. (الراي)