استعجل الإسلاميون الغنائم.. فضرب العسكر الثورة!

- الثورة المصرية ما زالت تخوض معاركها، وما خلع الرئيس مبارك الا حلقة أولى من حلقاتها، فالنظام القديم ما زال باقياً يقوده العسكر الذين استعانوا برئيس وزراء خدم في حكم الرئيس السابق المخلوع وكان احضاره لهذه المهمة استفزازاً لشباب الثورة الذين طالبوا بطرده منذ اليوم الاول وقبل ان ترتكب الاحداث الأخيرة..
ظلت المحاولات من انصار النظام السابق تستهدف اضعاف دفقات الثورة والنيل من سمعة مفجريها واتهامهم ومحاولة اظهار عملهم كما لو انه غضب مؤقت او يمكن شراؤه بقوى ترد عليه بالعنف، اذن تراجع العسكر بداية خلع مبارك او انحيازهم المدروس الى المتظاهرين واظهار حمايتهم من الشرطة وقوات الامن المركزي كانت فاتورة اراد العسكر تسجيلها على الثورة ليسترجعوها بثمن بقائهم في السلطة أو احداث تكيف مع الثورة وبالتالي مصادرتها تحت حجج وذرائع عدة..
يوم الخميس الماضي أعيد انتاج معركة الجمل بشكل آخر وبنفس الاسلوب الساذج وكانت قوى الثورة المضادة والشد العكسي قد فعلت مثل ذلك في أكثر من محاولة كما في شارع محمد محمود وبعد ذلك في القصر العيني ولمزيد من الاثارة ضد الثوار والشباب جرى حرق المجمع العلمي وما فيه من كنوز ولم تجر حمايته والتصدي لعملية حرقه..كما جرى وضع مجموعات تلبس ثياباً مدنية فوق سطوح البنايات العالية لرجم المتظاهرين بالحجارة واشكال اخرى من الادوات..
ما الذي يحدث؟ ولماذا هذا؟..وكيف يمكن الرد على الاتهامات الموجهة لقوى الثورة الحقيقية؟..
يبدو أن تقاسم مغانم الثورة اراده العسكر مبكراً وعلى حسابات مكونات ميدان التحرير حين سمحوا بانتخابات تأتي بالاسلاميين الذين يجري اعطاؤهم البرلمان وحتى الحكومة في حين يأخذ العسكر القيادة ويتحكمون في الرئاسة..هذه القسمة جرى كشفها والتعبير عن رفضها بالعودة الى ميدان التحرير واظهار أشكال من الاحتجاجات التي رافقها استفزازات مقصودة جرى دس من يقومون بها وتجييرها على الثورة...
نظام مبارك ما زال يحكم مصر والذي تغير هو أغطية الزجاجات أو اغطية الطناجر ولم يتغير الكثير فما زال عسكر الرئيس يمنعون تصفية نظامه رغم وطنية الجيش المصري وحب المصريين للجيش وتعظيمه لدوره، وامساك العسكر في مصر بالحكم لانهم يشكلون فيها طبقة منذ ستين سنة لها امتيازاتها واطاراتها ومكوناتها وخصوصيتها وهم أقرب الى عسكر تركيا قبل قدوم النظام الذي حد من حكم العسكر في اسطنبول..
كيف تكسر الحلقة في مصر؟..هل ستكون الانتخابات ونتائجها من فوز الاسلاميين (اخوان وسلفيين) كافية لذلك؟ هل المطالبة بتقديم مرحلة انتخاب رئيس الجمهورية في شهر فبراير شباط القادم والذي رفضه الاسلاميون هو الحل؟..
الاسلاميون متلهون في توزيع الغنائم الحاصلة من نتائج انتخابهم الذي سمح ان تمر نتائجه من بين يدي العسكر وهم في استعجالهم الغنائم أشبه بمن نزلوا عن جبل أحد قبل ان يلتف عليهم خالد بن الوليد وتكون النتيجة ما نعرف..ويبدو أن الذين لم يدفعوا ثمن وتضحيات ميدان التحرير من الاسلاميين الذين فازوا بالحصاد قبلوا بصفقة بيع الميدان للعسكر فكان الهجوم وحريق الخيام وفض الاعتصام وقتل عشرة وجرح خمسماية من المحتجين والثوار..
هل أجهضت الثورة المصرية..وهل جرى استبدال مبارك بالاسلاميين لتغيب القوى الاخرى التي انجزت الثورة وتتذيل وتأتي في نهاية الطابور بحصة قد لا تستطيع احداث التوازن..
الغضب على النتائج مبكراً كان وراء المزيد من الاحتجاجات فقد استخف العسكر بالثورة حين جاءوا بالجنزوري رئيس وزراء لاختبار ردود الفعل وقد صعدوا مرة أخرى في الاحداث الكثيرة حين كان الاسلاميون (الاخوان والسلفيين) ما زالوا يحصون الصناديق..ما النتائج حين يتقابل الاسلاميون والعسكر في المباراة القادمة هل سيتم الاحتواء؟ هل ستترجم الصفقة في توزيع الادوار بوساطة اميركية قيل انها بدأت بعد الاطاحة بمبارك ليكون للامريكيين موقع قدم ؟ هل سيجري اتقان هذا الاخراج لمسلسل الثورة ام ان الامور الان انكشفت واثبت العسكر في مصر انهم الذئب الذي ينام في فراش ليلى بعد ان خدعها بزيارة جدتها وروى لها قصصاً كثيرة عن حبه لها..ليلى في مصر الان تحاول الخروج بكرامتها فأسر الشهداء لا يريدون الحديث عن شهدائهم وانما يريدون ان يعيشوا حياة دفع أبناؤهم ثمنها..(الراي )