(عندَنا) كرامة..
ثمة دوافع خفية ، قد لا تكون معروفة للجميع، تكشف الأسباب الحقيقية لتحالف بعض أصحاب شعارات المفرقعات السياسية ، ضمنيا، مع كل المخططات والمؤامرات التي تستهدف الأردن وهويته .
وكون الأردن لديه كرامة ، فهذا سبب وجيه عند هؤلاء لتسديد سهامهم الى قيادته ووحدة شعبه. فكيف لهذا البلد الصغير بحجمه وسكانه ان يحقق نصرا على جيش لم تستطع اكبر الجيوش العربية مجاراته في حرب حزيران.
ويوم 21 اذار الذي لقن فيه الأردنيون المحتل الإسرائيلي درسا قاسيا عام 1968، كان اول مواجهة لافشال المشروع الصهيوني في ان تكون عمان والسلط والبلقاء واربد وطنا بديلا للفلسطينيين.
ولان الاردن دخل التاريخ بعمق في ذلك اليوم، رغم كل محاولات التشكيك بعروبة قيادته وشعبه.
فحكمة الملوك، لا سيما الشاب انذاك المغفور له الملك الحسين بن طلال، ظلت عقدة اتباع التيار الناصري من الكهول في يومنا هذا، او الذين غادروا الحياة الى مثواهم الأخير.
ولان الحكمة و العقلانية كانت عدوة هذا التيار الذي أضاع الضفة الغربية وغزة في حزيران 1967، وبقيت هذه الحكمة مصدر قلق لهذا التيار الذي عاش اتباعه على أمل، ان يذيقوا الأردن نكسة تفقده كرامته التي أعادت للأمة العربية هيبتها ومعنوياتها في اشهر معدودة، وبعد ان نفضت يدها من تسجيل أي انتصار على إسرائيل.
انتقاد الناصرية الذي ظل لمطلع تسعينيات القرن الماضي عند الكثيرين يندرج تحت بند الخيانة والعمالة ، لم يعد اليوم كذلك. فالشباب الذين يشكلون أكثر من 60 بالمائة من الوطن العربي، وللأسف جلهم من الاغلبية الصامتة، باتوا على قناعة بأنه لولا حنكة الملوك ودهاؤهم، لنجحت إسرائيل في إقامة دولتها الكبرى من النيل إلى الفرات.
فالحمدلله ان لدينا عقلا وكرامة.