ما الذي ينتظره الرئيس الذهبي لمنع وصول "فطايس القطط المعلبة" الى بطون الاطفال الاردنيين؟
لا شك بان القائمين على مؤسسة الغذاء والدواء يدركون حجم الامانة الملقاة على عاتقهم، فهم مصدر امن غذاء الاردنيين الذي يتناوله اطفالهم قبل شيبهم .
ولان قوت الاردني خط احمر، فمن حقنا ان نسأل عن ما يجري من تخبط في هذا المجال لا سيما في قضيتي طعام القطط الذي دخل فاه عدد من اطفالنا، وحليب المدارس الذي قالت مسؤولة سابقة في مؤسسة الغذاء والدواء (د.سناء جمو) وعلى هواء برنامج "صباح المدينة" مباشرة، بانه "فاسد" وان فحوصاته المخبرية الحقيقية تم اخفاؤها.
كما انه كيف لنا ان نصدق تصريحات مسؤولي المؤسسة بان النتائج المخبرية لطعام القطط اثبتت انه صالح للاستهلاك البشري في حين ان لدي تقريرين طبيين لفتاتين يؤكدان ان تسمما اصابهما نتيجة تناولهما مادة غذائية فاسدة، تبين فيما بعد ووفق والدهما انها جراء تناولهما معلبات من ذلك الطعام الذي صنع من اجل القطط فقط.
ومع احترامي لنتائج المؤسسة المخبرية فاعتقد انه وبعد اقرار احد مسؤوليها ايضا لبرنامج صباح المدينة بان طعام القطط دخل البلاد عن طريق " البحارة" قادما من روسيا بطرق غير مشروعة، وتم تغيير ليبيلاته في الاردن، فهذا دليل على ان هناك مافيات تتاجر بصحة المواطن، ومؤسسة الغذاء والدواء بحكم نظامها الداخلي اصبحت مسؤولة عن مكافحتهم ومطاردتهم سيما وان كافة الاجهزة المعنية سواء الامنية او الرسمية تضع كل امكانياتها تحت امرها.
والغريب ان الظاهر حتى الان ان جل جهود مؤسسة الغذاء وغيرها منصبة فقط على مطاردة المعلبات من محافظة الى اخرى، والدليل ان احدا لم ينطق بكلمة واحدة فيما اذا تمت مطاردة اعضاء تلك المافيا التي تساوى عندهم الطفل الانسان مع القطة.
اما العجيب ان الحكومة برمتها لم تتحرك حتى الان باتجاه هذه القضية التي تعد واحدة من اخطر واكبر قضايا الفساد الغذائي التي يشهدها الوطن كونه يستهدف اطفالا يتشربون كل يوم درسا من قائدهم ومليكهم وقدوتهم ونبراس نهضتهم الملك عبدالله الثاني، حتى تكون البلد اولا في فكرهم وسلوكهم ومستقبلهم.
وان رغبت مؤسسة الغذاء والدواء حصر هذا الخطر في اطار " الفساد الغذائي"، فلدينا الرغبة ان نفصح عن ما يدور في اذهاننا بان اطفال الاردن مستقبل الغد، غدو هدفا لاعداء الوطن الذين لا يكلون من التفكير في استهدافه سياسيا واقتصاديا واليوم غذائيا.
وفي هذا المقام، من حقنا سؤال رئيس الوزراء المهندس نادر الذهبي عن الذي ينتظره للتصدي لحيتان الغذاء الفاسد الذين اطعموا الاطفال في جرش وعجلون ومعان ووادي موسى غذاء القطط، الذي لا نعلم من اي "فطايس" صنعوه الاصدقاء الروس.
بذار التنمية التي غرسها جلالة الملك عبدالله الثاني لتحصدها الاجيال المقبلة من الشباب اصبحت في مهب ريح " من لا ذمة لهم ولاضمير". فما الذي ينتظره الرئيس الذهبي حتى يتحرك لاجتثاثهم.